الجمهورية
بهجت الوكيل
حياة بلا طعم.. ودولة منتجة
تسبب الغلاء الفاحش الذي نهش جيوب الفقراء ومتوسطي الدخل في خروج بعضهم للفضائيات ليعبروا عن غضبهم بسبب سياسات الحكومة الفاشلة في التصدي لهذا "الغول" الذي سيظل ينهش في جيوبهم اللهم إلا إذا حدثت المعجزة وأصبحنا دولة "منتجة" لا دولة مستهلكة وهذا لن يحدث إلا إذا جاءتنا حكومة تعشق الوطن لا "الكرسي" الذي ضج بكل الحكومات التي تولت زمام الأمور بعد أحداث ثورة 25 يناير وحتي وقتنا هذا والبعض الآخر أصبح يكلم نفسه في الشوارع والميادين ووسائل النقل والمواصلات لدرجة انني شاهدت بنفسي سيدة تعرض "بناتها" للبيع من ضيق الحياة بها هي وأسرتها لأنها تتقاضي معاشا لا يتعدي 350 جنيها في حين ان اسرتها 9 أفراد وهذا نموذج بسيط لأسر كثيرة أصبحت تبحث عن طعامها في "صناديق" و"أكوام" الزبالة في الوقت الذي خرجت علينا فيه الدكتورة غادة والي لتؤكد لنا ان منظومة "تكافل وكرامة" تغطي الكثير من القري والنجوع.
لم يتوقف "غول" الأسعار عند هذا الحد بل تسبب أيضاً في زيادة أعداد البطالة والمتسولين فهناك "تجار" أغلقوا "المحال" التجارية الخاصة بهم لعدم وجود السيولة المالية التي تكفي لشراء المنتجات المختلفة لبيعها والتكسب منها لأن معظمها مستوردة وبالتالي تم تسريح العمالة لديه. كما اننا لاحظنا انتشار المتسولين في الأماكن المختلفة بداعي "تربية اليتامي" أو "علاج مريض" أو "إطعام مساكين" إلي آخره. كل ذلك يتم وسط تصريحات براقة لإقامة مشروعات قومية كبري تم إنجازها علي أرض الواقع في أوقات قياسية وإن كان ذلك لم يشعر به المواطن الفقير الذي يبحث عن لقمة العيش التي تكفيه هو وأسرته وأصبحنا نعيش في حالة ترقب محفوفة بالحذر والخوف والتوتر من المستقبل لغياب الرؤية العامة وبعض الغموض والتناقضات في العديد من المواقف المرتبطة بالعمل السياسي والحكومي وبالتالي تسبب ذلك في انقلاب المزاج العام وهبوط المعنويات لدي الشعب خاصة الفقراء منهم لأنهم لم يلمسوا بالقدر الكافي المشاريع العملاقة التي افتتحها الرئيس عبدالفتاح السيسي كمشروعات الطرق والكباري والثروة السمكية وقناة السويس الجديدة والمليون ونصف المليون فدان إلي آخره. هذا بخلاف إنهم مازالوا يبحثون عن حياة توفر لهم شيئاً من الكرامة والعدالة الاجتماعية في الوقت الذي مازال ينادي ويؤكد فيه رئيس الجمهورية علي حكومته أن يكون لديها عين ثاقبة للبحث عن هؤلاء المهمشين والمحتاجين وحمايتهم بتوفير كل احتياجاتهم من "مأكل ومشرب وملبس" وخلافه ولكن الواقع يقول ان الرئيس يعمل في اتجاه وحكومته تعمل في اتجاه آخر مما يكاد يتسبب ذلك في زيادة الفجوة بين الدولة والمطحونين أقصد الشعب الذي أصبح بعضه يردد ان حياتهم بلا طعم.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف