الجمهورية
فريد إبراهيم
قرآن وسنة .. المكذبون بالدين
من أنعم الله عليه بالإسلام تنضح روح هذا الدين علي سلوكه رحمة وبراً وعطفاً وإيثاراً وأمانة وصدقاً وخشية الله ولم يرتق في إنسانيته بما يبدو في علاقته بكل مفردات الكون من بشر وحجر وحيوان ونبات.. من لم يحدث فيه ذلك فعليه ان يراجع تدينه هذا لأنه لم يصل إلي جوهر ما يؤمن به فلم يفض عليه من روحه وسموه.
أقول هذا وأنا أتأمل وظيفة الدين في المجتمعات. هذه الوظيفة التي تختل في أذهان الكثيرين فتكون المحصلة عكس المراد من التدين.
ولأن من يتأمل مبادئ الدين يجدها تركز في كل جزئياتها علي تعظيم ما في النفس البشرية من إنسانية وتقليص بما بها من حيوانية "فألهمها فجورها وتقواها" أي انها تنمي جانب الخير علي حساب جانب الشر ليستطيع ذلك الكائن أن يقوم بمسئوليته في تعمير الكون بما يسعد البشر بل الحجر وبقية أعضاء هذا الكون "هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها".
فإذا تأملنا جملة الأوامر والنواهي نجد النسبة الغالبة فيها تركز علي بناء الإنسان الراقي الذي يفيض علي من حوله خيراً وعطاء ونفعاً فمثلاً يقول تعالي: "أرأيت الذي يكذب بالدين"؟ وفي الإجابة لم يقل الذي لا يصلي أو الذي لم يحج مثلاً وإنما قال "فذلك الذي يدع اليتيم ولا يحض علي طعام المسكين" والإجابة فيها ما فيها من التفات ينبه السامع ان المقصود الأخير ليس التوحيد فقط وإنما التوحيد هو الباب الأول والأساس للوصول إلي المحصلة النهائية وهي صناعة السعادة الحقيقية للإنسان ثم تعود الآيات مرة أخري لتأخذنا إلي العلاقة بين الإنسان وخالقه فتقول "فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون" وهي نقلة في السياق يبدو للوهلة الأولي انها مختلفة عن السياق الا ان المتأمل يكتشف ان الله سبحانه وتعالي يلفتنا إلي ان القضية في الصلاة ليست حركات نؤديها بقدر ما هي تدبر لما نقرأ واستحضار عظمة الله من شأنه ان يغير هذا العبد إذا ما صدق في شعوره لذلك نجد الحديث النبوي يقول: "من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فلا صلاة له" فالسهو هنا ليس تأخير الصلاة فقط كما رأي بعض العلماء بقدر ما هو عدم التأثر بها. ثم تعود الآيات لتكمل صفات هذا اللاهي الذي يعيش شكل الأشياء لا جوهرها فتقول "الذين هم يراءون ويمنعون الماعون" لأن القضية لو لم تكن عند هؤلاء رياء لجادوا بما عندهم إلي منا في حاجة إليه. فإذا عدنا لتأمل نسبة العلاقات بين البشر كعلامة من علامات التكذيب بالدين أي عدم توقير أوامره ونواهيه لوجدناها 3 علاقات بين البشر و1 علاقة بين العبد وربه وهو ما نجد قريباً منه في الحديث النبوي مثل قوله صلي الله عليه وسلم "أيها الناس أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام".
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف