المصريون
طة الشريف
المصالحة ضرورة عاجلة رغم أنف المعارضين !!
هى بر الأمان لبحرٍ عميق مع أمواج عالية تضرب سفينة الوطن فتصيب صغاره بالفزع والخوف والرعب والصياح فى وقت يضحك فيه الأشرار ملء أشداقهم!! هى بشارة عظيمة ومباركةٌ من نبى الرحمة صلى الله عليه وسلم حينما أثنى على "الفعل المنتظر" لحفيده الحسن بن على رضى الله عنهما فى قيامه بالمصالحة بين طائفتين متنازعتين فقال "ص" إن ابني هذا سيد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين . هى صوت العقل فى وقت تعلو فيه أصوات البوم والغربان فى سماء وطن لطالما ارتفع فيه صوتُ البلابل والعصافير تشدو بصوتها الجميل فيطربُ لها الناس كما يطربون للقراء والمنشدين. هى استعادة لحالة السلم والاستقرار السياسي والأمنى والاجتماعى حتى أضحى بسبب فقدانهم وأفولهم، شركاء الوطن فى حالةٍ من الصدام والنزاع لا يعلم غير الله سبحانه متى تنتهى! هي معاقدة يرتفع بها النزاع بين الخصوم, و يتوصل بها إلي الموافقة بين المختلفين لاسيما إن كانوا من أبناء البلد الواحد حتى وإن بدا بينهم النزاع والصدام على أشده! مع توافق وطنى يستهدفُ تقريب وجهات النظر المختلفة وردم الفجوات بين الأطراف المتخاصمة أو المتحاربة. المصالحة هى كل ما سبق !! نعم والله وزيادة على ما سبق، فلقد أصبحت حاجتنا إليها من أجل عودة الوئام والسلام بيننا كمصريين مع اختلاف أطيافنا وألواننا السياسية والفكرية وديانتا السماوية ضرورةٌ شرعية وحاجةٌ وطنية وفضيلةٌ أخلاقية . تحتاج المصالحة إلى شجاعة الرجال وإخلاص الدعاء وتجرد العاملين لرفعة هذا البلد من إسلاميين ويسار وليبراليين وجيش وشرطة ومسلمين ومسيحين ..بعيداً!! بعيداً عن تشنج المتشنجين! ومزايدة المزايدين وحقد الحاقدين ومنافع أصحاب السبوبة والمصالح من خراب هذا الوطن واشتعال النيران فى جنباته لا يلوون على شىء!! بعيدا عن أصحاب الأفهام العقيمة ممن لا يرون آلام الأمهات الثكلى والزوجات اللاتى فقدن أزواجهن بالموت أو الغياب خلف الجدران الخرسانية فى ظلمات ثلاث ! بعيداً عن المرضى بالنرجسية ! ممن لا يعيشون ما حولهم من الوقائع ويرتفعون بسقف أحلامهم ومطالبهم دون اعتبار للدماء المراقة والأعراض المنتهكة والحريات المكبلة والدعوة المُجمدة والمساجد المحاصرة ، ولا تجد منهم سوى التعنت والاستعلاء فى الخطاب بدعوى الثبات وعدم التنازل. المصالحة إعادة لترتيب الصف الوطنى بين كل الفصائل الوطنية على اختلاف مشاربها مع المؤسسات الوطنية التى نمكلها كشعب! لمواجهة الأخطار التي تحيط بنا من رغبةٍ فى تمزيق بلادنا كما فعلوا مع العراق وسوريا وليبيا واليمن ، ولمواجهة العدو الصهيوني المتربص بنا والمتغلل فى عمقنا القومى حتى وصل إلى منابع النيل مصدر حياتنا. المصالحة ضرورة شرعية وحتمية واقعية لا تحتمل التأخير أو التسويف ولا تنازل أصحاب العقول السخيفة أو تراجع أصحاب المصالح والأهواء أو تغيّر فى مواقف أصحاب الأحقاد الطائفية . المصالحة من أجل أطفالنا..من أجل نساءنا..من أجل بلادنا..من أجل كرامتنا..من أجل إعادة ترميم الأوضاع الداخلية فى بلادنا حتى لاتُستنسخ سيناريوهات الجوار والتى يجرى تعميمها فى الأقطارالعربية على قدم وساق. والله نسأل أن يهيىء لوطننا المخلصين والعقلاء من كافة الأطياف والمؤسسات الوطنية إنه ولي ذلك ومولاه.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف