الجمهورية
مرعي يونس
حرب أم سلام
منذ سنوات بعيدة نشرت مجلة "الايكونومست" البريطانية الرصينة دراسة مهمة رصدت فيها ثلاثة أسباب رئيسية لاندلاع الحروب بين البشر هي: 1- تعارض المصالح الاقتصادية 2- اختلاف العقيدة والأفكار سواء دينية أو دنيوية 3- لون البشرة رغم أن اختلاف الالوان والالسنة من آيات الله في الكون "ومن آياته اختلاف ألوانكم وألسنتكم".
الدراسات التي أجريت بعد ذلك رصدت اسباب اخري لاندلاع الحروب وإن كانت تدور حول معاني الاسباب السابقة ومنها الاطماع في الثروات الطبيعية وإيجاد منافذ بحرية أو حدودية بالنسبة للدول المغلقة وتحقيق الزعامة والهيمنة والسعي إلي مقومات الحياة الاساسية مثل المياه ثم النزاعات العرقية والعنصرية ويمكن ان نضيف إلي كل هذه الاسباب اختلال التوازن بين الدول أو حتي القبائل والعائلات داخل الدولة الواحدة ومن هنا تبدو فكرة التوازن حتي بين الرجل والمرأة في الحياة الزوجية من الافكار العبقرية التي أبدعها العقل الغربي.
وثمة خلط الآن بين الجهاد والإرهاب فالجهاد شرع للدفاع عن النفس وحربه المعتقد "فقاتلوا الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا" أما الإرهاب فهو عدوان علي النفس والمال.
ومؤخراً قرأت رأيا مستنيراً لعالم دين اسلامي قال فيه إن الإسلام عقيدة تتسع لجميع الناس ولا تريد إلغاء الآخر والقرآن قرر أن الاختلاف في العقائد والشرائع واقع بمشيئة الله: "ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة" أي علي دين واحد ومنهج واحد.
ومن يريد أن يلغي الآخر ويجمع الناس علي دين واحد فأنه يعمل ضد مشيئة الله.
وبخصوص ما يدعيه كل دين بأنه الحق وغيره الباطل وكيف يستطيع الإنسان أن يتعامل مع من يعتقد أنه كافر قال الشيخ "هنا يقيم الإسلام التسامح الديني وإيمان الإنسان بأن الاختلاف واقع بمشيئة الله يريحه ويوم القيامة يفصل الحق بين الهدي والضلال.. ما أروع الإسلام إذا فهمناه.
كلمات خالدة:
حق الاختيار يصبح محدوداً بين التفاح المتعفن.
وليم شيكسبير
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف