المساء
محمد جبريل
صالح يشارك اليمنيين احتفالات ثورتهم!
مع احتفالات اليمن بالعيد السادس لثورة ربيعه. فإن الأسئلة تفرض نفسها: لماذا قامت الثورة؟ ما الحكم الذي أسقطته؟ من هو الرئيس الذي يوصف حتي الآن بالمخلوع؟
النظرة المتأملة لتطورات الأحداث تجد البداية في العاصفة الشعبية التي اجتاحت العديد من أقطار الوطن العربي. بداية من إحراق الشاب التونسي بوعزيزي نفسه. انطلاقة لثورة شملت أطياف الشعب التونسي ضد الحكم الديكتاتوري لزين العابدين بن علي. واشتعال الشرارة ـ في أوقات متقاربة ـ في مصر وليبيا واليمن وسوريا. بحيث بدت تسمية الربيع العربي تعبيراً عن الواقع الثوري الذي شمل المنطقة.
ثورة الشعب اليمني ضد فساد رئيسه علي عبدالله صالح. شاركت فيها كل التيارات والمذاهب الدينية والسياسية. بما فيها جماعة الحوثيين. بل إن الجماعة جاوزت المظاهرات السلمية في رفضها لصالح. ولجأت إلي السلاح. وعمليات الاغتيال التي لم يسلم من تأثيراتها الرئيس. فقد أدت عملية انتحارية إلي إصابته بتشوهات جسدية. نقل بعدها إلي الرياض. حيث خضع لعمليات جراحية وتجميلية متوالية.
ظلت الثورة أشهر متوالية. تحولت شوارع صنعاء وتعز إلي أمواج من البشر. حتي رضخ عبدالله صالح لإرادة اليمنيين. فتنازل عن الحكم لنائبه منصور هادي.
خطأ الثورة أنها اكتفت بتنازل صالح. لم تقدمه إلي المحاكمة علي الفساد الذي تجاوز حلب موارد "اليمن السعيد" إلي سلخها تماماً. كذلك فإنها لم تقدم علي إبعاده خارج البلاد. حتي لا يعود إلي نسج مؤامراته. وهو ما عرفه اليمنيون تكويناً في شخصيته. منذ اغتيال الرئيس اليمني الأسبق إبراهيم اليحمدي. ورغم تفجر الطاقة البترولية. بما يتسق مع الطبيعة الجغرافية لليمن بين أقطار الجزيرة والخليج. إلي جانب الدعم الدولي الهائل. فإن السنوات الطويلة التي أمضاها عبدالله صالح في حكم البلاد أزالت الفوارق بين العام والخاص. فتحولت معظم موارد البلاد إلي حساباته وحسابات أفراد عائلته في بنوك العالم.
إبقاء الرئيس "المخلوع" في اليمن دون محاكمة. أتاح التحرك لطبيعته التآمرية. فتحالف مع الحوثيين علي التمرد ضد الثورة التي شارك الحوثيون فئات المجتمع اليمني في قيامها. وهو ما يعاني اليمن الآن تأثيراته المدمرة. وأخطرها افتراس الفقر والأوبئة نسبة هائلة من أبناء اليمن. بما دفع المنظمات الدولية ـ الجامعة العربية. كالعادة. ليست هنا! ـ إلي إطلاق مناشدات لإغاثة الشعب اليمني في ظروفه القاسية.
المضحك المبكي أن المخلوع صالح يشارك اليمنيين ـ هذه الأيام ـ احتفالات ذكري ثورتهم ضده. كأن الثورة انتفضت لهدف آخر غير إزالة حكمه. يطل علي المتظاهرين. يتشدق بما يمليه جهله. يتحدث عن الثورة التي استرد بها الشعب اليمني حريته!
بالإضافة إلي هذه الصورة العابثة. فإن موفدي الأمم المتحدة والجامعة العربية يلتقون الرئيس اليمني المخلوع بداعي التفاوض. بينما يرفضون المبدأ نفسه للرئيس السوري. رغم أنه ـ ولو من الناحية الرسمية ـ يحكم سوريا. ويقيم في مقر الحكم بالعاصمة السورية.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف