الأهرام
أيمن المهدى
فى مسألة الكافيهات
المشكلة أنه بعد أن فجر قتل شاب على يد بلطجى بأحد كافيهات النزهة الأسبوع الماضى، قضية مخالفاتها، ثم قامت الأحياء بهدم واجهات العديد منها، حصر البعض الأزمة فى كيفية تنفيذ القانون، وغالى بعضهم إلى حد اتهام مسئولى الأحياء بالبلطجة، وأن هناك أشياء أهم ينبغى عليهم القيام بها بدلا من غلق أبواب الرزق أمام ملاك وعمال الكافيهات.. ثم دار الجدل؟!

.. وللأسف نسى هؤلاء جميعا جذور المشكلة وأنه ما كان ينبغى للأحياء أصلا أن تسمح بالمخالفة، لتصبح ككرة الثلج التى تكبر حتى تحولت إلى ظاهرة وجريمة مكتملة الأركان.. وبدلا من مساءلة المسئول ومحاكمته عن تقاعسه فى تنفيذ القانون ـ عن قصد ولأسباب معلومة للجميع ـ حول البعض الأنظار إلى «معلش» وذهبوا إلى عينة الأسئلة: لماذا يتعاملون بقسوة مع المخالفة، لتصل إلى الهدم والتكسير، وضياع استثمارات الناس، وتشريد العمال، وإلقاء الشباب فى الشارع؟! .. هذه آفة متفشية فى المجتمع المصرى، أن يطالب البعض بتقنين المخالفات، بعد أن تصل إلى أزمة مستعصية، وما مشكلة استيلاء أصحاب العقارات على جراجاتها ببعيد، حتى أصبحت من أهم أسباب أزمة المواصلات، وسد الشوارع بالسيارات التى يعجز أصحابها عن إيجاد أماكن لإيوائها، ومن ثم استفحلت الأزمة، وعجزت أجهزة المحليات عن حلها، بينما كان تجاهلهم تنفيذ القانون بسبب الفساد المتفشى فى هذه الأجهزة هو أساس الأزمة.وغير ذلك من أزماتنا ومعاناتنا التى تبدأ صغيرة ثم تتضخم بسبب ترهل الإدارة الحكومية وعدم كفاءتها، وأيضا عدم محاسبتها... لو أن كل مشكلة يتم النظر إليها بعمق لإيجاد الحلول الحاسمة ومن جذورها، أو أن تصبح بداية للإصلاح، لا أن تعود ريما لعادتها القديمة بمجرد أن ينسى الناس المشكلة، حتى المشكلة الجديدة(؟!).
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف