المساء
مؤمن الهباء
هل يقدر عليها جمال مبارك؟!
في مطلع هذا الأسبوع قام جمال مبارك وزوجته وابنته بزيارة منطقة الأهرامات.. وقيل إنهم لم يصطحبوا قوات أمنية خاصة خلال الزيارة التي جاءت بشكل مفاجيء ولم تكن مرتبة.. وقيل أيضا إن جمال مبارك وزوجته اختارا يوم السبت نظرا لأنه إجازة لمعظم الموظفين لضمان خلو الطريق حتي الأهرامات.
ونقلت الصحف عن فريد الديب محامي عائلة مبارك قوله إن زيارة جمال مبارك للأهرامات بصحبة أسرته محاولة منه لتعويض ابنته عن بعده عنها لمدة 4 سنوات.. حيث إن جمال دخل السجن وكان عمر ابنته عامين وخرج وعمرها الآن 6 أعوام.. مؤكدا أن جمال يسير بلا حراسة ويحاول أن يتعامل مثل أي مواطن عادي.
ورغم أن هذا الظهور الإعلامي "الثاني" لجمال مبارك قوبل باعتراض وسخرية من البعض.. وكتبت "اليوم السابع" علي موقعها الاليكتروني "آدي الوريث عاد من تاني".. ورغم أن الضجة التي أحدثها الظهور الإعلامي "الأول" لعلاء وجمال مبارك في عزاء والدة مصطفي بكري مازالت أصداؤها تتردد.. إلا أنني علي المستوي الشخصي أتعاطف "إنسانيا" مع حق جمال مبارك وعلاء مبارك وحسني مبارك نفسه فيما ذهب إليه فريد الديب في قوله: "إنه يحاول أن يتعامل مثل أي موطن عادي".
حسنا.. جمال مبارك يحاول أن يتعامل مثل أي مواطن عادي.. هذا حقه.. لكن السؤال الذي يجب أن نطرحه هو: هل يقدر جمال مبارك فعلا أن يتعامل مثل أي مواطن عادي؟!.. وهل نقدر نحن أيضا -كمواطنين- علي قبول هذه الحقيقة.. أن يتعامل معنا جمال مبارك مثل أي مواطن عادي؟!
أتمني أن يصل جمال مبارك إلي هذه المرحلة.. هو وأسرته.. وأن يتعامل مثل أي مواطن عادي.. ويندمج تدريجيا في المجتمع بعد أن تثبت براءته نهائيا من التهم الجنائية والسياسية التي وجهت إليه في محاكمة علنية شفافة عادلة.. يشهدها الشعب ويشهد لها.
أتمني أن يعيش بيننا بشكل طبيعي وعادي الرئيس السابق وأبناء الرئيس السابق مثل كل الدول المتحضرة.. وأن يتعامل هؤلاء مثل المواطنين العاديين.. لهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات.. طبعا هناك من سيرفض هذا الكلام ويرد عليه بأن الرئيس وأبناءه كانوا آلهة والآلهة لا يمكن أن تعود إلي الأرض مواطنين عاديين.. يأكلون الطعام ويمشون في الأسواق.. لو أنهم حافظوا علي إنسانيتهم وهم في السلطة لعادوا إلينا بشرا أسوياء بعد أن نزعت منهم السلطة وعاشوا بيننا مواطنين عاديين.
وهنا نعود للسؤال: هل يقدر جمال مبارك علي هذه النقلة الصعبة.. وهل نقدر نحن أيضا علي تقبلها؟!
في الظهور الأول لجمال وعلاء في سرادق العزاء لم يأخذ أحد المسألة بشكل طبيعي وعادي.. بل انقسم الناس.. هناك من عارض وقاطع بحدة.. وهناك من صفق وهتف ترحيبا واحتفاء مبالغا فيه.. إلي الدرجة التي دفعت البعض إلي التفكير في إمكانية ترشيح جمال مبارك في الانتخابات الرئاسية القادمة.
يقيني أننا مازلنا نعالج هذا الأمر بتطرف زائد.. ومازلنا في حاجة إلي وقت وتدريب كي نتعامل مع جمال مبارك تحديدا مثل أي مواطن عادي.. لكن دعونا نجرب.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف