ولاء الجيش لمصر وشعبها وليس للنظام أو الرئيس.. ولا مجال لولاءات أو انتماءات أخري.. ولا مجال أيضا لمذهبية أو طائفية أو عنصرية في القوات المسلحة".. هكذا تحدث الرئيس عبدالفتاح السيسي عن الجيش المصري في الندوة التثقيفية الـ24 التي نظمتها إدارة الشئون المعنوية تحت عنوان "مجابهة الإرهاب.. إرادة أمة".
ما قاله الرئيس السيسي يمثل جوهر عقيدة الجيش المصري والتي ضمنت له البقاء والخلود آلاف السنين.. فهو أقدم جيوش الأرض وهو أول جيش نظامي في التاريخ.. لم يعرف طول تاريخه سوي المصالح العليا للوطن.. والانتماء والولاء لمصر وأرضها وشعبها ولا فرق فيه بين مصري وآخر سواء علي أساس جغرافي أو ديني أو طائفي.. فهو جيش كل المصريين.
عظمة الجيش المصري ليست من فراغ.. وأسباب وحيثيات تاريخه الطويل مع التضحيات والبطولات وقبلة حب وتقدير المصريين عبر 7 آلاف سنة له بطبيعة الحال ما يبرره.
* الجيش المصري هو جيش الشعب.. كل مصري ينتمي إليه ولا يخلو بيت لا يمثل فيه ابن أو أب أو خال أو عم أو قريب ضابطاً ومجنداً أو صف ضابط من كافة الأطياف والفئات لا فرق بين مسلم أو مسيحي أو صعيدي وبحيري وسواحلي الجميع تحت مظلة القوات المسلحة وفي خدمة الوطن سواء.
* يفخر كل ضابط وصف وجندي في القوات المسلحة بأنه جزء من نسيج هذا الشعب.. فقد ولد الجيش المصري من رحم الأمة المصرية وفر لها البقاء والوجود.. لم يعرف سوي الدفاع عن شرف هذه الأمة وحماية حدودها وثغورها وبذل التضحيات والعطاء من أجلها.
* الجيش المصري لم يكن يوما طوال تاريخه المديد أداة في يد حاكم أو سلطان لتأديب الشعب بل علي العكس ينحاز دائماً للمطالب المشروعة للمصريين.. ويعمل جاهداً علي الوفاء باحتياجاتهم في الحياة الكريمة وتخفيف المعاناة.. وفرض سيادة دولتهم علي كامل التراب الوطني بل امتد دور الجيش المصري من ميادين القتال وما أحرزه من بطولات وملاحم عسكرية إلي ساحات العمل الوطني سواء في التنمية الشاملة للدولة وهو ما نراه الآن مجسدا علي أرض الواقع هدفه الوحيد هو العمل علي النهوض بمصر وإسعاد شعبها وتوفير الحياة الكريمة لهم وأن تكون مصر في المكان والمكانة التي تستحقها بين دول العالم.
تعمل القوات المسلحة وأبطالها ورجالها في صمت وتجرد وإنكار للذات.. فربما لا يعرف الكثيرون حجم الجهود التي تبذل داخل القوات المسلحة من أجل المصريين.. فهناك أبطال لا ينامون من أجل أن تبقي وتحيا مصر سواء في ميادين القتال والحرب علي الإرهاب وحماية الحدود أو ساحات العمل الوطني في التنمية وتوفير احتياجات العيش.
* الجيش المصري لم يستهدف يوما في تاريخه هذا الشعب ولم يرفع السلاح في وجه المصريين بل كان دائما مستقبلا لرصاصات الغدر والخيانة بدلا من المصريين وما نراه الآن في الحرب علي الإرهاب أكبر دليل حيث افتدي هذا الجيش الوطني شعبه وتصدي مع رجال الشرطة المدنية الشرفاء بشجاعة وبطولة للعمليات الغادرة من قبل الخونة والتكفيريين والإرهابيين.
* الجيش المصري لا يعرف الغدر أو الخيانة أو الالتفاف علي مطالب شعبه.. وهو جيش صاحب عقيدة شريفة لا يعتدي علي الآخرين ولا يطمع فيما في يدهم ولا يهاجم أحدا فقط يدافع عن كامل التراب الوطني.. لم يقتل ولم يخن ولم يغدر طوال تاريخه الطويل فهو جيش الشرف وبيت الوطنية المصرية الذي يقدم لنا الرموز والنماذج الوطنية الشريفة التي ساهمت بقدر كبير ووفير في ترسيخ أسس الوطنية والفداء.
لم تختلف أسس وركائز عقيدة الجيش المصري باختلاف الفترات والعصور وظلت راسخة.. فقد ضرب أبطاله المثل والقدوة والنموذج في البطولة والشجاعة والقتال أروع الأمثلة في أكتوبر 1973 ونجحوا في 6 سنوات في رد الصاع اضعافا مضاعفة للعدو الإسرائيلي وعبروا قناة السويس وحطموا أسطورة خط بارليف وأبهروا العالم وأضافوا دروساً وفنونا جديدة في القتال فأبطال القوات المسلحة في ملحمة الحرب علي الإرهاب مثل الرائد كريم والملازم أول أدهم الشوباشي والملازم أول محمد عبده لم يختلفوا عن أبطال ملحمة العبور.. هي نفس العقيدة وسلسال الأبطال والرجال.
* الجيش المصري صاحب هذه العقيدة الشريفة هو الذي حمي الوطن في أصعب وأخطر الفترات ولعل نموذج 25 يناير 2011 هو خير دليل فقد سقطت دول وفقدت جيوشها مثل ليبيا واليمن وسوريا وقبلها العراق إلا أن وطنية الجيش المصري وعقيدته الشريفة ومهامه المقدسة والعظيمة في الذود والدفاع عن مصر جنبها مصير الدول الشقيقة ولولا حنكة وذكاء وشجاعة وبطولة ووطنية قادة ورجال وأبطال الجيش المصري لضاع الوطن.. وسقط.. لكن مصر ولديها هذا الجيش العظيم مستحيل أن تسقط.. حمي الله مصر وحفظ جيشها ورجاله ورحم الشهداء الأبرار الذين ضحوا.. ليمنحونا الحياة.
القتل لأتفه الأسباب
ما الذي دهانا نحن المصريين.. لماذا كل هذا القتل والعنف والغلظة.. كيف نقدم علي قتل الأب والابن والشقيق والزوجة والأم.. هل الأمر هين لهذه الدرجة.. هل مجرد اختلاف علي حساب بسيط يجيز لأي انسان عاقل ان يقتل شاباً في مقتبل عمره.. كيف يجرؤ الابن علي قتل أبيه والتمثيل بجثته.. وكيف تتخلص الأم من أطفالها وما هي أسباب جرائم القتل لأتفه الأسباب؟
هناك سؤال كبير يشمل عشرات الأسئلة الفرعية.. ويجب أن نتوقف كثيرا أمام هذه الجرائم التي تهدد الأمن الاجتماعي لشعب عرف انه مسالم.. وهل الأزمة الاقتصادية هي السبب أم المخدرات التي انتشرت بشكل غير مسبوق أم ان المال الحرام الذي يدخل البيوت عن طريق الرشاوي والفساد وعدم العمل والتراخي واستحلال السحت ليتحول إلي بلاء يصيب الأسرة أم ان سوء التربية والأخلاق وعدم التمسك بالأخلاق والقيم وتعاليم الدين السمحة جعلتنا نرتكب مثل هذه الأفعال.
علي الدولة أولا والمؤسسات الدينية والاجتماعية والبحثية أن تتوقف كثيرا عن هذه الظاهرة.. هناك حالات تشنج وعصبية ومبررات واهية للتراشق والتجاذب والمعارك اليومية التي تحدث في الشارع.
المخدرات متهم رئيسي.. وابتعاد الأسرة والمدرسة عن المسار الصحيح في التربية والقيام بالدور أمر لابد أن يؤخذ في الاعتبار ناهيك عن انتشار ظواهر الابتذال والتدني والبلطجة وثقافة التوك توك والميكروباص التي غزت الأحياء الشعبية والتي تحولت إلي مأوي للبلطجية والمسجلين ومدمني وتجار المخدرات وانتشار السلاح بمختلف أنواعه الأبيض والآلي والسنج والمسدسات.
الأزمة الاقتصادية ليست شماعة أو لن تكون هي السبب الرئيسي ولكن هناك أسباباً أخري يجب أن نضع لها حدا ونوقف هذه الظاهرة التي تهدد أطفالنا وشبابنا.. انظر أمام أي مدرسة تجد ما لا يسرك.. لعب الأطفال والتلاميذ هو عبارة عن تبادل للكمات بالأرجل والأيدي ولا مجال لحديث .
إذا الشعب يوماً أراد الانضباط
إذا الشعب يوماً أراد الانضباط.. فلابد أن يتمسك بالقانون وتفعيله.. مبادرة مؤسسة "أخبار اليوم" بإطلاق أسبوع الانضباط مبادرة عظيمة وإيجابية.. لكن هل تنتظر الدولة لتحقيق الانضباط والالتزام بالقانون اطلاق مبادرات أم هي سياسة عامة وثقافة شعب يرسخها ويدعمها قانون صارم يطبق علي الجميع؟!
لماذا يكون الانضباط لمدة أسبوع ولا يكون لآخر العمر ليس عاماً أو عشرة أو مائة عام.. هذا ما نريد أن نبحث عنه وفي اعتقادي ان المسألة ليست في القانون فقط ولكنها تنشئة وأسلوب تربية في الصغر حتي يتحول الأمر لأسلوب حياة في الكبر.. فالانضباط الذاتي والاحترام لكل قيمة أمر مهم وهو الذي يجعلك وأنت تقود سيارتك فجرا والاشارة حمراء تحترمها رغم انه لا يوجد أحد في الشارع سواك والا تلقي أي قمامة أو بقايا طعام أو حتي منديل ورقي في الشارع من تلقاء نفسك أو ألا تركن سيارتك في وسط الشارع أو تصدر ضجيجا يزعج جيرانك والا تطلق ألفاظا نابية أو تسلك طريق العنف للحصول علي حقك.. انها ثقافة عامة وأسلوب حياة وليست مجرد مبادرة لمدة أسبوع أو شهر.
لماذا لا نقتدي بالقوات المسلحة.. فالانضباط والالتزام والأخلاق هو سر تفوقها ونجاحها.. وفي تصوري ان هناك مبادئ تم تجميدها وأبرزها مبدأ الثواب والعقاب طبقا لقانون حازم وحاسم فالاهمال والتراخي والتقصير لا أحد يعاقب عليه.. ومن يعمل في أي مؤسسة يحصل علي نفس القدر من المرتب والمكافآت مثل من لا يعمل ويقصر في أداء واجباته الوظيفية.. وبهذا لن ينصلح الحال.
وعلي كل مسئول في وزارة أو مؤسسة أن يطبق مبدأ الثواب والعقاب.. وإيقاف المتخاذلين والمقصرين عند حدودهم.. لكننا في كثير من المؤسسات لا نفعل ذلك.. والنتيجة عدم تحقيق الأهداف.. علينا ان نأخذ العبرة والمثل والقدوة من القوات المسلحة.. لا مكان فيها لمتخاذل ولا يوجد فيها فرد بدون مهمة.. الكل يعمل.. الجميع يتفاني في تجرد وإنكار للذات.. شكراً للشقيقة العريقة "أخبار اليوم" علي المبادرة.. وعلي الحكومة ان تفكر بشكل أفضل وأوسع وأشمل.
زملائي الصحفيين .. احذروا
زملائي أعضاء الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين.. احذروا من الشعارات البراقة والوعود المزيفة.. أعيدوا لنقابتكم الهيبة والمكانة.. لا تختاروا "الحنجورية" وأصحاب الأجندات والنشطاء والمشبوهين والمناضلين بحياتكم وراحتكم ولا تنحازوا للثورجية الذين حولوا النقابة إلي حزب سياسي.. والصحفيون لا ناقة ولا جمل لهم.. المهنة تراجعت والأداء ضعيف والحالة الاقتصادية صعبة ومعقدة.. ولا تحتاج لمزايدات لا تثقوا فيمن وعدوكم من قبل.. ولم يحققوا أي انجاز أو إضافة.. لا تعيدوا اختيار من أفقروكم وتاجروا بكم.. اختاروا من يستطيع.. ومن يحترم الدولة ومؤسساتها.. نريد نقيباً بقامة رجل دولة يجيد إدارة الأزمات ولديه القدرة علي التواصل مع الدولة في إطار احترام متبادل علي أرضية وطنية وليست مزايدات ومتاجرات وصراخا وصوتا عاليا في ظل ظروف استثنائية تمر بها مصر.. ابعدوا هؤلاء المتشنجين الكارهين للدولة ونظامها وثورتها في 30 يونيو والذين يدافعون عن أعدائها ويضعون أيديهم بتقارير مشبوهة تسيء لها.. موضوعنا الرئيسي هو المهنية والحياة الكريمة وليست السياسة والشعارات "الحنجورية"