الجمهورية
محمد العزبي
هل يدخل الصحفيون الجنة ؟!
ولقد جاء يوم مولدي.. غالطت الحكومة فيه واحداً وعشرين يوما.فلم يكن علي أيامنا يسجل المولود باليوم والساعة..
ولدت في قريتي فأرسلت جدتي لأبي تسميني محمد بهاء الدين ولكن المنوط به تسجيل الأسماء رأي أن محمد جاد الحق أفضل وقد كان. وكانت الحكومة زمان لا راد لكلامها.. هذا مع إن العمدة الذي يتبعه الكل كان خالي.. رجل مهيب رأيت صورته بعد سنوات علي غلاف كتاب اصدره الصحفي السويسري مارسل برون عن ثورة يوليو بعد أن قضي في مصر شهورا ودعوته لزيارة قريتي أياما ولم أعرف أنه رأي في شموخ عمدة بلدنا رمزا يستحق أن يكون غلافا لكتابه.
ماذا أفعل ؟.. هل أعتزل وأنتظر حتي يقضي الله أمرا كان مفعولا بعد عمر قريب. أم أواصل حتي ولو وهن العظم مني وضعف البصر أو كاد يزول ؟.. ناهيك عن الزهايمر!!
وكأن خبر وفاة صحفية عالمية عن عمر مائة وخمس سنوات قد جاء في موعده.. هكذا يظل الزملاء الكبار سنا كابسين علي أنفاس الشباب. والقراء!!
لم يخترع فزورة احالة الصحفيين للمعاش عند سن الستين إلا الرئيس السادات لعله يتخلص من أراذلهم.. كان المقصود بالذات مصطفي أمين وجلال الدين الحمامصي فإذا بهما أكثر شبابا وهجوما.. اما الذين تحمسوا للقرار مثل موسي صبري وأنيس منصور فسرعان ما لحق بهما سن المعاش!
بدأت كلير هولين عملها بأكبر سبق صحفي عالمي وهو خبر إعلان الحرب العالمية الثانية. وإن جاء ذلك بالصدفة.. كان عمرها 62 سنة عندما ذهبت الي الحدود الالمانية البولندية في مهمة انسانية لرعاية لاجئين يعانون من ضعف القدرات الذهنية والمصابين بالعمي والصمم. فرأت الدبابات الالمانية تتحرك عبر الحدود وكان ذلك بداية الغزو والحرب العالمية الثانية.. ارسلت الخبر الخطير الي صحيفة الديلي تليجراف البريطانية ليحتل العنوان الرئيسي للصفحة الاولي ويصبح حديث العالم كله.. وقد تذكرتها الصحيفة عند الاحتفال مؤخرا بمرور سبعين عاما علي تلك الحرب.
عاشت سنوات طويلة مراسلة في الشرق الاوسط واقامت في كل من بيروت والقاهرة وأجرت احاديث مع الملوك العرب وشاه ايران عندما تولي الحكم وبعد أن أسقطته الثورة الاسلامية.كذلك مع زوجته الاولي الاميرة فوزية.. وكشفت الجاسوس السوفيتي كيم فيليبي وهروبه من بيروت الي موسكو وكان مراسلا صحفيا بريطانيا في العاصمة اللبنانية.. وكانت الوحيدة التي غطت حرب الحدود بين الهند وباكستان بعد أن منعت الهند تواجد المراسلين الاجانب ولكنها كانت صديقة لانديرا غاندي وزيرة الاعلام وقتها.. ونجت باعجوبة من انفجار عنيف في فندق الملك داود بالقدس راح ضحيته مائة شخص عام 1964 عز عنف الصراع الفلسطيني الاسرائيلي اختارت ان تقضي بقية عمرها في هونج كونج.
** حاولت طوال سنوات عمري ان اكون منحازا للبسطاء لعلي أدخل الجنة.. ولكن هل يدخل الصحفيون الجنة. أم أن الصحف والتوك شو وما أشبه لا تصدر إلا في نار جهنم وبئس المصير ؟!
¢الأستاذ¢ له أوجه مختلفة!
كشف عن جانب منها الكاتب الصحفي¢أنور عبداللطيف¢في كتابه¢هيكل:الوصايا الأخيرة¢ وقد كان مقربا من الأستاذ مهنيا وانسانيا.. هكذا تبدو أهمية الكتاب فقد كان هيكل فريدا وأحيانا غامضا ولكنه ظل نجما ساطعا مؤثرا حتي بعد أن غادر الاهرام.
من عناوين فصول الكتاب: استئذان في الانصراف ودراما الانصراف ودولة العواجيز وحتي رحلة بصحبة الاستاذ علي¢فرسة النبي¢
ليس انور وحده الذي يفتح خزانة اسراره وينشر الوصايا العشر الأخيرة للأستاذ.. فهناك آخرون ممن اقتربوا منه يستعدون لنشر واحد أو أكثر من وجوه الأستاذ.
¢ صلاح منتصر¢ عرف وشهد الكثير ولكنه ما زال محجما عن اصدار كتابه احساسا منه بالمسؤلية.. و¢أيمن الحكيم¢بدأ ينشر حلقات مع الذين اقتربوا من هيكل واختار شهودا جددا مثل ¢محمد هاني¢ رئيس تحرير قنوات سي بي سي حيث كانت أحاديثه مع ¢لميس الحديدي¢.. و¢شريف عامر¢ الأقرب للأستاذ في سنواته الأخيرة وكأنه ابنه الرابع.. و¢محمد سلماوي¢ وكانت له علاقة خاصة بالاستاذ.. وننتظر كتاب¢عبدالله السناوي¢. الذي يعرف أكثر. وعنوانه¢ احاديث برقاش-هيكل بلا حواجز¢.. پولن يتوقف الحديث عن محمد. حسنين هيكل الذي لا يحتاج إلي صفة تسبق اسمه أو تأتي بعده!
كيف تكتب دراما التليفزيون؟
تمنيت لو عدت طالبا في الجامعة أدرس فنون الدراما حتي أستفيد بكتاب¢الخطاب السردي في الدراما التليفزيونية¢ للاعلامية الناقدة الأديبة ¢سميرة أبو طالب¢ فهو دراسة جادة متمكنة اتخذت من أعمال الكاتب المسرحي الكبير¢محفوظ عبدالرحمن¢نموذجا.
** في مسرحية¢سليمان الحلبي¢نجد ان الامر لم ينته بقتل سليمان علي هذا النحو البشع. ولكن جاء علي لسان ¢سمية¢:
¢إنه هو الرجل.. ظننت أن زماننا خلا من الرجال.. لكن الزمان لا يخلو من الرجال¢
**وفي ¢عنترة¢ ابعاد اخري هي قضية الحرية.واذا كان العنوان يستدعي الي الذهن مباشرة قضية الحب بين الشاعر ومحبوبته عبلة يصرخ فيها ومن وحولها الاوجه المتعددة للحرية.فإن اخاه ¢جرير¢ يحلم بالحرية لكل البشر. فاذا كان دم عنتر يطلبه البعض من سادات عبس.. ¢اما انا فدمي سيطلبه كل سادات الدنيا¢
** وفي¢الكتابة علي ورق يحترق¢ كيف تكون الكتابة علي اللحم لا الورق ولماذا اللحم يحترق؟..
¢اللحم الذي يحترق هو جسد الامة العربية¢
بالشعر تحيا المنصورة
لا بد وأن المدينة ما زالت جميلة مادام فيها شعراء جيلا بعد جيل.. كانت المنصورة حلما لابناء قريتي
¢العزيزة¢ مركز المنزلة محافظة الدقهلية.. وفي الجامع الكبير ضريح ¢الطواشي صبيح ¢الذي كان حارسا علي الملك الفرنسي الاسير لويس التاسع بعد ان هزم في معركة المنصورة. ونحن نتبرك به.. وكنا نحلم اطفالا بقطع جاتوه لا نعرفه من راندوبلو اشهر حلواني في المنصورة.
تغيرت اشياء كثيرة ولم تعد المدينة مثلما كانت.. ولكن بقي الشعر!!
الشعراء. ملأوا سماء مصر باصوات ثائرة وحنونة
¢ابراهيم رضوان¢- - وشدّي حيلك يا بلد-- يطلق موهبته بتجربة.¢مسدسات¢ او سداسيات بالاشتراك مع الشاعر الشاب الموهوب¢ اشرف عبدالعزيز¢.. يقول العم: ¢فوقك وتحتك ياابراهيم¢.. ويرد اشرف:¢هل من مبارز ؟¢
ولا بإس من: ¢الآستكوزا. والوقار. والجمبري.. رفعوا الدهون جوه دمك يا مفتري.. يا اللي انت نجّست الوزارة بدخلتك.. وسرقت مال الدولة داخل مِخلتك ¢
ويبكي أشرف بحرقة ضحايا محرقة قصر ثقافة بني سويف ولقد راح ضحيته فنانون وشبان واصدقاء.. لن انسي الناقد الفني لجريدة الجمهورية الحبيب ¢احمد عبدالحميد¢.
¼ عند ابراهيم¢البقاء لله¢:
¢قلت البقاء لله. قالتلي في مين.. همست في حضرتك.. قالت هاموت لو سبتني¢
¼ وعند اشرف¢محطة عمر مكرم¢
:رايح بنا يا شيخ عمر مكرم لفين؟
** لست ناقدا وإنما مستمتع.. ولا يجوز اختصار الشعر فنفسده.. معذرة لا بد ان تقرأ المسدسات كاملة.. ولن نقبل: ¢ سأمزق شعر الحب وشعر الحرب.. وأصير عجوزا نثريا!!¢
عن عنوان المقال!
يمكن أن يدخل بعض الكتاب والنواب والصحفيين والاعلاميين الجنة ¢إذا اعتزلوا¢. فالصحف والمجلات لا تصدر إلا في جهنم وبئس المصير.. والتليفزيونات ايضا!
فاعتزلوا. وأنا أوّلكم. يرحمكم الله
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف