المساء
كاريمان حرك
أوتار
* لم يمر 40 يوماً علي وفاة أستاذتي د.نهاد صليحة إلا وفوجئت بخبر وفاة د.نبيل راغب أستاذي أيضاً في مجال النقد والذي تتلمذت علي يديه في المعهد العالي للنقد الفني أنا وعدد كبير من الإعلاميين منهم زميلي في "المساء" عاطف الراعي الذي سجل معه شهادة الماجستير.
د.نبيل يمثل الإنسان المثقف الشامل الذي يتحدث معك بلباقة في الأدب والسينما والموسيقي العالمية والمحلية والأوبرا والباليه والذي يعد كتابيه دليل الناقد الأدبي ودليل الناقد الفني مازالت النبراس لكل محبي المعرفة وليس للناقد فقط.
د.نبيل راغب أثري المكتبة العربية بالكثير من الكتب ولم يضن علينا باللغة الانجليزية التي يتقنها بل ترجم لنا الكثير من المؤلفات العالمية الهامة كما أنه ترجم عدد من الكتب العربية للغة الانجليزية ولم يكن ناقداً وكاتباً ومفكراً فقط بل أديب وروائي ألف 28 رواية تحول عدد كبير منها إلي أفلام سينمائية مثل "جبروت امرأة" و"خيوط النعكبوت" و"غرام الأفاعي".
د.راغب من مواليد طنطا عام 1940 حصل علي الليسانس من كلية الآداب جامعة القاهرة قسم الأدب الانجليزي وشهادة الدكتوراه من جامعتي القاهرة ولانكستر بانجلترا وعمل كمستشار لوزير الثقافة في مصر من عام 1969 إلي 1973 وبعد ذلك عمل كمستشار للرئيس الراحل محمد أنور السادات من 1975 إلي .1981
بالنسبة للمعهد العالي للنقد الفني بأكاديمية الفنون والذي كان أحد أعمدته عمل فيه كأستاذ ورئيس لقسم النقد الفني ثم عميداً للمعهد لثلاث فترات متتالية كنا طلبة في أثنائها ننهل من علمه الذي لم يبخل علينا به وهو من القلائل الذي ظلت علاقتنا مستمرة معه عقب تخرجنا نستنير بأفكاره ويساعدنا بالمشورة ويشارك بالرأي في الكثير من تحقيقاتنا الصحفية والفنية حتي عندما كانت تستعصي علينا جملة باللغة الانجليزية كان يساعدنا في فهمها وترجمتها وكل هذا بسعة صدر كان يعطينا طاقة إيجابية يقول دائماً لا تيأس وثق في نفسك وكان من أنصار النقد الموضوعي وتعلمنا منه أن يكون هناك حيثيات قوية للكلمة الناقدة.
د.نبيل أشرف علي عدد كبير جداً من رسائل الماجستير والدكتوراه وكان مشهوراً بالتشجيع علي البحث العلمي ومحاولة تيسير الأمر علي الباحث كما كان مناقشاً متميزاً في لجان التحكيم ومناقشة الرسائل العلمية حقاً إنه كان قدوة لنا في العلم وأسلوب الحياة وحب المعرفة والحرص عليها وأيضاً تواضع العلماء.. ودائماً يا أستاذي الخلوق الذي أفتخر أنني تتلمذت علي يديه وفي جنة الخلد بإذن الله.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف