المساء
نبيل فكرى
مساء الأمل .. مصر بعيون إماراتية
يوم الجمعة الماضي.. كانت مباراة السوبر المصري بين الاهلي والزمالك. والتي شهدها ستاد محمد بن زايد بالعاصمة الاماراتية أبو ظبي. وأطلقت عليها قناة "أبوظبي الرياضية" مسمي "كلاسيكو العرب" والحقيقة أن أجمل ما في المباراة كان أنها أقيمت في أبو ظبي. فكل شئ هناك كان مختلفاً واستثنائياً ومتفرداً وما قدمته عاصمة الامارات للمباراة. لايمكن تخيله ولا وصفه ولا أن نحصيه.
أهم ما قدمته الامارات للمباراة ولمصر من وجهة نظري كانت تغطية قناة أبوظبي الرياضية الاستثنائية بتوجيهات محددة وواضحة و "محبة" من محمد إبراهيم المحمود رئيس مجلس إدارة أبو ظبي للاعلام والذي انطلق بكل نوافذ الشركة إلي آفاق رحبة منذ أن تولي مسئوليتها وأصر علي أن تبقي في المقدمة وأن تبقي نافذة من الإمارات علي العرب ومن العرب علي الإمارات والعالم.
وعلي الرغم من ان شهادتي في الصديق يعقوب السعدي رئيس القناة "مجروحة" وعلي الرغم من أنني ساهمت معهم بجزء مما كتب عن المباراة إلا ان الارادة الاماراتية والروية الاماراتية. كانت تصر علي الاحتفال بمصر والتأكيد علي أنها أغلي وأعز ما لدي العرب.
كنت شاهداً علي تفاصيل تلك التغطية التي وضع "صوت العرب" يعقوب السعدي خطتها هنا في القاهرة بحضور أخي وصديقي الكاتب الاماراتي "المبدع" محمد البادع رئيس القسم الرياضي بالعزيزة "الاتحاد" وبمشاركة نخبة من المبدعين العرب والمصريين والحقيقة أنني لم أصدق من الوهلة الأولي أن ما يخطط له السعدي مجرد تغطية لمباراة فعلي مدار خمسة أيام كان البث المشترك مع قناة "أون" لمدة ثلاث ساعات كل يوم حشدت فيها أبوظبي الرياضية كل النجوم وكل الافكار وكل الابداع..خمسة أيام وضعت الاعلام الرياضي المصري في ورطة ليس فقط للامكانيات الةجبارة التي تمتلكها أبو ظبي للاعلام ولكن لانها غردت خارج السرب في كل شئ.. وجنحت إلي مناطق لايلجها سواها وإلي أفكار لايفكر فيها سواها فلم تترك شاردة ولا واردة في القمة ولا في الاهلي والزمالك إلا وصنعت لها تقريراً وتاريخاً.
خطة أبو ظبي الرياضية تضمنت أربعة أفلام وثائقية. اثنان منها عن الاهلي والزمالك ومثلهما عن رئيسي الناديين وقرابة 50 تقريراً متنوعاً. ومن النجوم حل عليها كبار الكرة المصرية والادب والتاريخ والفن وعلم النفس فكان الخطيب درة التاج. ومعه حسن شحاتة وفاروق جعفر وحازم إمام وزيزو ومدربو الفريقين حسام البدري ومحمد حلمي ومانويل جوزيه ومعظم نجوم الاعلام والصحافة وكثير من الادباء وأساتذة علم النفس مثل د. عمار علي حسن. وكمال زاخر. للحديث عن علاقة الكرة بالناس والناس بالكرة.
أما الفيلم التسجيلي الذي أعدته القناة عن "مصر" فهو من أروع ما يمكن أن تشاهده عن "المحروسة" وعلي الرغم من ان شهادتي في الفيلم أيضاً مجروحة إلا انني بكيت حين شاهدته للمرة الاولي فما أجمل مصر حين تنظر إليها عين محب والامارات عين محبة "وزيادة" ..الفيلم قطعة من خيال ومن حقيقة ومن واقع فيه كثير من الجمال.. كل شئ يحلو في الفيلم حتي المعاناة والجري خلف "الباص" فيما يبدو صوت يعقوب السعدي كإيقاع مصري قادم من" الصوت والضوء" في الاقصر أو من ترنيمة قديمة في محراب معبد آتون. أو صوت جندول في النيل.
شكراً لاتكفي الإمارات لكن من المؤكد انه يسعدها اننا نحبها يسعدها ان "زايد" لدينا هو اسم مصري وقلب مصري ورمز مصري.. هو مدن ومستشفيات وبحيرات خير ونماء..يسعدها أنها لدينا وطن كالوطن. ونافذة وثوب أبيض في كل بيت.
ما قبل الصباح:
لأهل الامارات: في كل يوم تكبرون بداخلي.. كالزهر يورق في الحياة جمال.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف