الأهرام
عبد المعطى احمد
استغاثات للرئيس ماذا تعنى؟
أطالع بصعوبة تكاد تكون يوميا استغاثات من مؤسسات وشركات وأفراد بالرئيس عبد الفتاح السيسي تطالبه بالتدخل لرفع الظلم عنها، وحل مشاكلها وأزماتها علي مختلف مستوياتها، وهذا يعني أننا في دولة بلا مؤسسات، وأننا نبحث عن سلطة أخري قد تكون فوق القانون واللوائح والأنظمة، وأننا لا نثق في قدراتنا علي تقديم الحلول والخروج من الأزمات، ويعني أيضا ـ مع الأسف ـ أن الحكومة غائبة والمحافظين وقيادات الوزارات وكبار المسئولين في مختلف المواقع لا يقومون بدورهم وواجبهم في حل المشاكل أو حتي الرد عليها، وإذا تصدوا للحلول فهم يكلفون ويفوضون الصغار من الموظفين للقيام بالمهمة، وأكثرهم غالبا لا يتحرك أو يتحري وينقب بنفسه إلا إذا تقاضي المعلوم!سامحوني، هذه حقائق العصر الذي نعيش فيه، ولم نعد نأخذ أمورنا مأخذ الجد، وتكاسلنا وترهلنا وفقدنا الحماس، وكان الله في عون الرئيس ، فنحن في مواقعنا لا نساعده ، ولكننا نعمل بتراخ ولا نهتم وكأن البلد ليس بلدنا!!الإصلاح الاقتصادي الذي بدأته الدولة بمثابة الدواء المر الذي يجب علينا أن نتقبله حتي ينهض الاقتصاد المصري من كبوته، وأن نكف عن نشر الفتن والشائعات التي لن تضر سوانا وأن نتصارح مع أنفسنا ونجيب عن السؤال التالي : هل نحب هذا البلد ونستطيع أن نضحي من أجله أم أن حب الذات والمصلحة الشخصية تطغي علينا؟ ومن الضروري تفسير حب الوطن بطريقة أخري دون أن تسأل نفسك: هل تراعي الله في عملك ولا تتقاضي رشوة؟ هل تبحث عن عمل شريف دون انتظار الوظيفة الميري أو التقيد بالشهادة التي حصلت عليها؟ هل تروج الشائعات التي تضر ببلدك ؟ وإذا كنت تاجرا هل تحتكر السلع وتستغل الوضع الحالي لتحقيق مكاسب أكثر ؟ وإذا كنت طالبا هل تتعلم من أجل أن تفيد وطنك؟ ولو أنك أم هل تربين أبناءك علي الفضيلة والمبادئ والقيم الأخلاقية؟ هذه بعض الأسئلة التي تفسر لك ما إذا كان حبك لمصر حقيقيا أم زائفا ، فإذا كانت إجابتك سلبية فعليك أن تعيد النظر في حبك لوطنك وأن تكف عن إبداء آرائك الهدامة والتي لا تقصد منها إلا مكاسبك الشخصية ودع سفينة الاصلاح تسير. معظم الثورات تقوم علي الشباب سواء في مصر أو في خارجها ، فثورات مصر

وانتفاضاتها الكبري بدأها الشباب، فثورة 1919بدأها طلاب المدارس العليا وخاصة مدرسة الحقوق ومدرسة الطب، حيث خرجوا في مسيرات إلي الشوارع تهتف بالاستقلال، وانضم إليهم تلاميذ المدارس وعامة الشعب، كانوا يتظاهرون ضد الامبراطورية البريطانية التي خرجت من الحرب العالمية الأولي منتصرة، ومتسيدة العالم كله، وفي سنة 1935 عاود الشباب الخروج الي الشوارع والميادين في مختلف المدن المصرية ، وهذه المرة لم يكن طلاب الكليات(المدارس العليا) لكن كان معهم طلاب المدارس الثانوية، هذه المظاهرات أصيب فيها الطالب جمال عبد الناصر حسين، والشاب إبراهيم شكري زعيم حزب العمل السابق والوزير والمحافظ فيما بعد، وعرفت هذه المظاهرات باسم (انتفاضة 1935) والتي أدت إلي تفاوض بريطانيا مع مصر حول الاستقلال، ونتج عن هذه المفاوضات معاهدة 1936 بينما قبلها كان وزير خارجية بريطانيا صموئيل هور قد أعلن أن لانية للتفاوض مع مصر لأنه ليس هناك مايتم التفاوض عليه، وفي 18 و 19 يناير 1977 كانت انتفاضة الخبز والبطل فيها كان طلاب الجماعات ومعهم عمال المصانع ، وانضم إليهم مئات الآلاف من المواطنين. أما في الخارج، فليتنا نتذكر ثورة سنة 1968 في فرنسا، حيث بدأها طلاب الجامعات ، وأسقطت الرئيس الفرنسي شارل ديجول وامتد أثرها إلي أوروبا بأكملها.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف