الخوف من الله "عز وجل" طريق السالكين والعارفين والواصلين. وهؤلاء هم أولياؤه الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. حيث يقول سبحانه: "ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشري في الحياة الدنيا وفي الآخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم".
فالأولياء أخص صفاتهم التقوي التي هي الخوف من الجليل. والعمل بالتنزيل. والرضا بالقليل. والاستعداد ليوم الرحيل.
المؤمنون خاشعون. وجلون. أرقاء القلوب. ليسوا غلاظاً ولا قساة. حيث يقول الحق سبحانه: "إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً وعلي ربهم يتوكلون الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون أولئك هم المؤمنون حقاً لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم".. ويقول سبحانه: "الله نزل أحسن الحديث كتاباً متشابهاً مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلي ذكر الله ذلك هدي الله يهدي به من يشاء ومن يضلل الله فما له من هاد". ويقول سبحانه: "لو أنزلنا هذا القرآن علي جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون". ويقول سبحانه: "ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون".
الخوف من الله طريق الصلاح والتقوي. وهو الحصن الواقي من الزلل. فمن خاف الله "عز وجل" لا يمكن أن يقدم علي سفك الدم. أو قتل النفس التي حرم الله. ولا يزني. ولا يسرق. ولا يغش. ولا يكذب. ولا يخون. حيث يتحدث القرآن الكريم عن صفات عباد الرحمن فيذكر منها: "والذين لا يدعون مع الله إلهاً آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاماً يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهاناً إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيماً ومن تاب وعمل صالحاً فإنه يتوب إلي الله متاباً والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراماً".
ويقول نبينا "صلي الله عليه وسلم": "استحيوا من الله حق الحياء" قال: قلنا يا رسول الله إنا لنستحيي والحمد لله. قال: "ليس ذاك ولكن الاستحياء من الله حق الحياء أن تحفظ الرأس وما وعي. وتحفظ البطن وما حوي. وتتذكر الموت والبلي. ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا. فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء".
ومن ثم فإنه يجب علي الإنسان أن يراقب الله تعالي حق المراقبة في السر والعلن. في الرضا والغضب. في الصديق والعدو. في الصحة والمرض. في السعة والضيق. فهو سبحانه وتعالي يعلم السر وأخفي. حيث يقول "عز وجل": "وإن تجهر بالقول فإنه يعلم السر وأخفي". ويقول سبحانه: "ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد إذ يتلقي المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد".
ويقول سبحانه: "ما يكون من نجوي ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدني من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أين ما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة إن الله بكل شيء عليم". ويقول سبحانه علي لسان سيدنا لقمان في وصيته لابنه: "يا بني إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السماوات أو في الأرض يأت بها الله إن الله لطيف خبير".