لاشك ان التعديل الجديد في الدستور الحالي الخاص بضرورة عرض أي تعديل وزاري علي البرلمان.. لاشك انه تعديل منطقي.. زمان كان لابد لأية حكومة جديدة أن تنال ثقة المجلس النيابي.. وتظل الحكومة مجتمعة متمتعة بثقة البرلمان طوال وجودها بصرف النظر عن أي تغيير أو تعديل يحدث في الحكومة.. بعد ذلك وأثناء وضع الدستور الأخير ظهر افتراض لم يحدث قط.. قال أحدهم: ماذا لو قامت الحكومة بعد أن نالت ثقة الحكومة بتغيير عدد من الوزراء!!! وربما كان البرلمان لا يوافق علي الأسماء التي تم ضمها بعد أن نالت الحكومة الثقة!! ما الموقف؟؟.. لا شيء.. الحكومة استطاعت أن "تضحك" علي البرلمان ولن يحدث أي شيء.. وسيستمر التعديل الجديد سارياً رغم اعتراض البرلمان عليه.. إذا حدث اعتراض!!!
هذا كان افتراضا من أحد أعضاء لجنة الخمسين وان كان لم يحدث منذ كان هناك برلمان!!! ولكن يمكن أن يحدث وهذا سبب عرض التعديل الأخير والذي قبله علي البرلمان.
ومع ذلك..
صدرت الصحف المعارضة صباح الخميس الماضي تحمل مانشيتات تقول ان هناك 18 قضية فساد وإهدار مال عام ضد وزير الزراعة الجديد الدكتور عبدالمنعم البنا .
وسبق أن انهالت التهم علي وزير التربية والتعليم في التعديل السابق.. وأيضاً مرت العاصفة واستمر الوزير..
زمان أنا أميل لحكايات زمان وأيضاً القراء
زمان كان مشهورا في مختلف الأوساط العليا ان اسماعيل صدقي باشا يحب المال الحرام عن المال الحلال رغم ثرائه الفاحش.. ولكن كان أيضاً مشهورا جدا بمشروعاته الرائعة وانه خير وزير مالية أنجبته مصر في نفس الوقت زار مهندس ايطالي الاسكندرية زيارة عادية كسائح.. وتعجب من عدم وجود كورنيش بطول هذا البحر العظيم.. فعرض علي صدقي باشا وكان رئيساً للوزارة عمل الكونيش الموجود حالياً.. فوافق صدقي باشا فوراً.. طلب المهندس ميزانية معينة وضعها صدقي باشا في البنك تحت تصرفه الشخصي تصرف المهندس وأقيم الكورنيش وانبهر العالم كله بالاسكندرية بعد الكورنيش وسميت من يومها "عروس البحر الأبيض" وظهرت الأغاني وأبيات الشعر تغني للعروس.
كتبت بعض الصحف تطالب بمراجعة ميزانية هذا الكورنيش.. وكثر الكلام والتريقة: كم أخذ المهندس الايطالي وكان اسمه "دانتمارو" وكم تكلف الكورنيش.. وكم أخذ "الآخرون"!!!؟؟
في نفس الوقت كتب كبار الصحفيين ورجال الفكر والرأي الكبار يشيدون باسماعيل صدقي باشا قائلة:
مصر مستعدة أن تعطيه نصف الميزانية ليحقق لنا بالنصف الآخر معجزاته.. كفاية حكاية قمح ..1930 وهي قصة أخري رائعة.