** قبل أيام تعد علي أصابع اليد الواحدة خرج العقيد أركان حرب تامر الرفاعي المتحدث الرسمي للقوات المسلحة معلنا أن القوات المسلحة تمكنت بالتنسيق مع القيادة العامة للجيش الليبي من تحرير "13" مصريا مختطفا بليبيا منذ يناير الماضي بمنطقة اجدابيا وتم اخطار ذويهم وإعادتهم إلي الأراضي المصرية.
ورغم أن هذه ليست المرة الأولي وأيضا لن تكون الأخيرة التي تتمكن القوات المسلحة من انقاذ ابناء مصر العاملين بليبيا من ايدي العناصر الإرهابية الدموية أو العصابات الإجرامية التي تعيث إرهابا وإجراما داخل الأراضي الشقيقة المنكوبة ليبيا.. فإن عمليات انقاذ العاملين المصريين المختطفين بالأراضي الليبية لم تتوقف منذ سقوط نظام معمر القذافي وما تلاه من انهيار تام لمنظومة الأمن بالأراضي الليبية التي تحولت إلي ساحة فوضي ومرتع للعصابات الإجرامية و الإرهابية والميليشيات المسلحة التي حولت المناطق الليبية إلي بؤر للإرهاب الأسود ونقاط انطلاق لتهديد الأمن القومي المصري.
ولعلنا نتذكر الندوة التثقيفية الـ "24" للشئون المعنوية التي حضرها الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية القائد الأعلي للقوات المسلحة وأكد خلالها ان مصر تحارب الإرهاب منذ أكثر من ثلاث سنوات دون أن يشعر أحد.. مشيرا إلي حرص الدولة علي المضي قدما في مسيرة التنمية بالتوازي مع جهود مكافحة الإرهاب وهو ما يعد بمثابة الحرب علي جبهتين واحدة من أجل البناء والتعمير والثانية من أجل حماية الوطن والقضاء علي الإرهاب.. مؤكدا أن ولاء الجيش والشرطة هو لمصر وشعبها فقط.. بدون أي ولاءات أو انتماءات أخري ولا يوجد ولاء بداخل رجال القوات المسلحة المصرية والشرطة علي أسس مذهبية أو طائفية أو سياسية أو حتي ولاء للرئيس.
ولأن الندوة التثقيفية الـ "24" للشئون المعنوية حضرها عدد من قادة القوات المسلحة فإن الفريق أول صدقي صبحي القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والانتاج الحربي حرص علي أن يلتقي بطلاب الكلية الحربية "مصنع الرجال" وكذلك الدارسين بكلية القادة والأركان من المصريين والوافدين مؤكدا لهم أن القوات المسلحة مؤسسة وطنية منضبطة وتدرك قيمة الدولة المصرية وتقدم كافة امكاناتها وقدراتها في مساعدة اجهزة الدولة لدعم مقومات التنمية الشاملة في كافة المجالات وتخفيف العبء عن المواطنين.
والذين أدركوا بوعيهم الوطني ما تبذله الدولة من جهود وإجراءات كبيرة للتغلب علي التحديات الاقتصادية والأمنية سواء الداخلية أو الخارجية وهي تحديات تتطلب اليقظة المستمرة ووحدة الصف والتماسك علي قلب رجل واحد للعبور بمصر إلي بر الأمان لأن مصر تحتاج إلي جهد ابنائها المقاتلين في كافة القطاعات.
لقد شدد الفريق أول صدقي صبحي في لقائه مع الدارسين بكلية القادة والأركان من المصريين والوافدين علي أهمية ترسيخ عقيدة الانتباه والتواصل الكامل مع المرؤسين والاستفادة من طاقاتهم وملكاتهم وتوعيتهم بكل ما يدور من أحداث ومتغيرات وحملات نفسية تستهدف التأثير علي روحهم المعنوية مؤكدا أن العقيدة الوطنية الصادقة هي التي تعين الفرد علي تحمل المشكلات والصعاب والدافع نحو العمل والعطاء.
كانت تلك الكلمات التي قدمها الفريق أول صدقي صبحي لابنائه من الدارسين بكلية القادة والأركان. وحين التقي القائد العام للقوات المسلحة بابنائه طلاب الكلية الحربية "مصنع الرجال" فقد شدد علي ضرورة التحلي بأقصي درجات الانضباط العسكري الذي يعد من أهم سمات الأفراد المقاتلين ممن يتشرفون بانتمائهم للقوات المسلحة المصرية.. مشيرا إلي أن الجيش المصري هو جيش الشعب.. وانه لا يوجد مثل الجندي المصري في حرصه علي أمن واستقرار وطنه.. مؤكدا علي العلاقة الوطيدة بين جهازي الشرطة والقوات المسلحة لكونهما جناحي الأمن لمصر.
وأوصاهم بالاهتمام المستمر بالعملية التعليمية واستخدام أحدث الأساليب العلمية مع الاهتمام بتأهيل الضباط وضباط الصف المعلمين بشكل يتوافق مع التطور المستمر في العلوم العسكرية.
هذه هي التقاليد العسكرية المصرية التي تنتقل من جيل إلي جيل.. ويتحلي بها ابناء الشعب المصري الذين هم خير أجناد الأرض.
وتحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر.