شوقى حامد
الحقائق تتكلم ..الحقوق المكفولة
تعودنا فى الأهلى الحصول على حقوقنا كاملة دون أن نخشى من بطش مسئول .. فأسرة الأهلى تكفل كافة الحقوق والمشروعة لكل أعضائها ما دامت هذه الحقوق لا تتعدى أو تتجاوز الأعراف والمعالم المسموح بها ولا تجور على حقوق الآخرين .. من بين هذه الحقوق التى كفلتها لنا أسرة الأهلى هو حق الاختلاف فى الرأى والتعبير عنه فى اطار الوقور والمحترم وشريطة ألا يتطور الخلاف لدرجة الصدام أو الصراع .. الخلاف مقبول ومسموح به .. لكن الاقتتال والصدام مرفوض ومذموم .. ولعلى أذكر هنا واقعة اختلافى مع المايسترو الراحل صالح سليم عندما انتقدت فى " الأخبار " أعمال وأفعال الجهاز الفنى بقيادة الكابتن أنور سلامة ومعه مدير الكرة كابتن صلاح حسنى .. اتصل بى المايسترو من خلال الراحل عبد المجيد نعمان . رئيس القسم الرياضى بالأخبار ورئيس تحرير الأهلى .. وطالبنى بايقاف الانتقادات فورا .. غير أننى رفضت ولم أقتنع برؤية المايسترو الذى كان يتصور أن انتقاداتى تؤثر بالسلب على مسيرة الفريق وعندما أصررت على رأيى تطوع الكابتن نعمان وأنزل بى عقوبة مهنية بأن حرمنى من الاستمرار فى عملى بمجلة الأهلى الغراء .. وعندما التقى الرجلان بعد قرار الأخير بأسبوع وعندما علم المايسترو بالقرار رفض بشدة استمراره وطالب الكابتن نعمان بالرجوع فيه لأن الخلاف وارد لكن التصفية المهنية غير واردة ولا مقبولة .. أروى تلك القصة مع وجود شهود أحياء على تفاصيلها بينهم الكابتن حاتم زكريا الذى خلف الكابتن نعمان فى رئاسة القسم ورئيس تحرير الأهلى الحالى كابتن ابراهيم المنيسى لأدلل على أن العلاقة الأسرية التى تسود عائلة الأهلى أقوى وأدوم وأبقى من كل شئ آخر .. ومن ثم فان خلافنا حول جدوى بقاء جاريدو أو رحيله عن قيادة الفريق الأول وارد ومقبول بل لعله يثرى القضية الأصلية وهى السعى للمصلحة العامة للأهلى ورجالاته .. فأنا أرى مع البعض وهم كثر أن جاريدو لا يستحق البقاء على رأس القيادة الفنية ليس لأنه مدرب ضحل وغير مهنى ولا متمكن .. وانما لأن طبيعته الفنية ليست متوافقة أو متناغمة مع كل من حوله سواء أكانوا مدربين أو لاعبين .. ولا يجب أن نحكم على جاريدو بنتيجة مباراة أو حتى تحقيق بطولة من عدمه .. لكننى أحكم على الرجل من خلال مشواره الذى استمر لأكثر من ثلاثة أرباع العام بالكامل .. لم يقنعنى هذا الرجل خلال تلك الفترة بأنه أهل لتدريب الأهلى لقد كبا كبوات لا يمكن لمدرب واع وحصيف أن يكبوها ..
ولعلى أتوقف هنا عند ادارته السطحية لبعض المباريات كما حدث على سبيل المثال أمام الرجاء الذى خسرها الأهلى 1/2 وأمام الاتحاد السكندرى الذى خسرها الأهلى برباعية .. كما أن الرجل فشل فى اعداد بعض الموهوبين للمشاركة مع الفريق كما حدث مع تريزيجيه ورمضان صبحى وكريم بامبو بل لعله أحبطها تماما للدرجة التى ظهر بها الأول وكأنه يفتقر لأى مخايل موهبة تماما .. واذا كان الرجل يتزرع بأنه يبنى فريقا جديدا فانه لم يقدم حتى الآن ولا وجها جديدا بل اختلف مع بعض المجتهدين أمثال حسين السيد وأحمد عبد الظاهر وصبرى رحيل وعماد متعب ولم يقدم بدائل عنهم ..
لا يهمنى بما قدمت من أدلة على ضحالة الرجل القيادية أن أقنع الآخرين برحيله أو بقائه .. وانما أنا أقدم ما لدى من أفكار وآراء ولن أكون مكابرا أو معاندا فى تلقى الأفكار المقابلة والتى يطرحها أولوا الأمر وأصحاب الحل والعقد فى النادى .. لكننى أصارحهم بأن بقاء جاريدو مع خسارة الفريق للدورى المحلى لا يمكن أن يبررها غياب بعض الموهوبين الكبار أمثال أبو تريكة وبركات وجمعة .. فالأهلى لم يكن يتوقف يوما عند لاعب أو اثنين أو نصف فريق أو حتى فريق بأكمله .. البطولة هربت لأن القيادة الفنية للرجل الأسبانى لم تكن على المستوى البطولى للأهلى .. ولهذا السبب وحده يستحق الاقالة وليس الدعم وهذا ما حدث .