يحيي علي
صباح جديد .. حقوق الإنسان.. في الأمم المتحدة!!
خلال الأيام الماضية أحيت الأمم المتحدة الذكري ال 18 لليوم العالمي لحقوق الإنسان تحت شعار "فلندعم حق كل إنسان".. في ذات الوقت الذي تنتهك فيه آدمية الإنسان وتسيل دماء الأبرياء أنهاراً بفعل الصراعات والنزاعات التي تغذيها وتنفذها الدول الكبري علي مرأي ومسمع العالم بأسره دون أن تحرك الأمم المتحدة ساكناً.. فلم نسمع ان الأمم المتحدة قامت ولم تقعد يوم أن أعدم حبارة وعصابته الإجرامية 26 مجنداً بعد تكديرهم وعصب أعينهم وإذلالهم وبطحهم أرضاً ثم رميهم بالرصاص وبث وإذاعة هذه الجريمة علي مواقع التواصل الاجتماعي.. ولو كان هؤلاء الجنود أمريكان أو اسرائيليين لقامت الدنيا ولم تقعد.. ولم نسمع ان الأمم المتحدة اهتزت ولم ينم لها جفن أو يهدأ لها بال يوم أن ذبح الارهابيون 21 مصرياً علي شواطئ البحر بالرداء الأصفر وعصب أعينهم وتركيعهم وإذلالهم.. وكل يوم يسقط ضحايا أبرياء بتفجيرات الارهاب.. دون مجرد استنكار من الأمم المتحدة.. ولم نسمع ان الأمم المتحدة رمش لها جفن ازاء ما يحدث في بورما من مذابح جماعية للمسلمين وفي سوريا وليبيا والعراق يسقط كل يوم مئات الأطفال والنساء والشيوخ تحت حطام منازلهم بسلاح الدول الكبري التي لا تريد أمناً ولا سلاماً للدول العربية.. ولو خلصت نوايا أمريكا وبريطانيا وزعماء الحرب بالوكالة في سوريا والعراق واليمن لانتهت دوامة الصراعات وإنما هناك أصابع تلعب خلف الستار تمد الإرهابيين بالسلاح وتغذي الخلافات والنزاعات من أجل اسقاط الدول العربية واحدة وراء الأخري.. واستمرار اشعال الصراعات في المنطقة وإظهار ان ما يجري في الشرق الأوسط ليس مخططاً غربياً لتقسيم الدول وتفكيك جيوشها وتمزيق شعوبها وإنما هو صراع سني.. شيعي.. صراع بين ايران الشيعية والدول الاسلامية السنية بالمنطقة.. وقال ذلك بصراحة وبطريقة مباشرة وزير خارجية بريطانيا عندما أدلي بتصريح بأن المملكة العربية السعودية وايران تخوضان حربا بالوكالة في منطقة الشرق الأوسط.. وقطعا هذا التصريح المخادع يخفي وراءه الكثير.. فمعروف للجميع الدور الذي تلعبه بلاده في صراعات دول المنطقة.. ولو عاد وزير خارجية بريطانيا قليلاً إلي الوراء في عهد توني بلير وجريمته الشنعاء في تدمير العراق مع الأمريكان والاعتراف بعد إعدام صدام.. ونهب ثروات العراق ونفطه.. وهيمنة الشركات الأمريكية والبريطانية علي بترول العراق وتمزيق بلاد الرافدين وزرع الميليشيات المخابراتية المسلحة وبث بذور الفتنة بين الشيعة والسنة في العراق عن طريق تفجيرات مقرات الشيعة ونسب ذلك للسنة ثم نسف مساجد السنة وإعلان مسئولية الشيعة وكل ذلك بعملاء الأمريكان والبريطانيين وإعلامهم في بلاد الرافدين وفي ظل غياب وعي الشعوب العربية وأيضاً في ظل الأنظمة الديكتاتورية التي جعلت الشعوب تفقد الثقة في حكوماتها ومن السهل وقوعها في براثن أعداء الأمة وتصديق الشائعات والسموم الإعلامية والتضليل الكبير الذي يلعبه الإعلام الخاص المدعوم بملايين العملاء الذين يقومون بدور خفي وغريب في بلادهم التي يحملون جنسيتها.
***
لست أدري أي حقوق انسان تحتفل بيومها الأمم المتحدة.. أعتقد ان آخر ورقة توت كانت تستر عورة الأمم المتحدة قد سقطت يوم ان ظهرت علي المواقع الالكترونية المجندة الأمريكية وهي تسحب عراقيا عاريا تماما بسلسلة وهو يمشي علي أربع في معتقلات أبو غريب وجوانتانامو وظهر المجتمع الدولي علي حقيقته عندما انتهك الجنود الأمريكان آدمية البشر أيما انتهاك علي مرأي ومسمع العالم ولم تحرك الأمم المتحدة ساكناً.. فأي حقوق انسان تحتفل بها.. قطعاً الإنسان الغربي لديها غير العربي.. انه النظام العالمي الجديد الذي يبحث عن الشرق الأوسط الجديد!!