لويس جرجس
صور من بلدي .. عن "الكافيهات" وسمعة مصر الافريقية
موضوع كافتيريات ومقاهي مصر الجديدة غير المرخصة التي تم اغلاقها مؤخرًا فجأة. عقب مقتل شاب في احداها. وغيرها من الكافتيريات والمقاهي المنتشرة بجميع المحافظات. يثير قضايا اجتماعية واقتصادية مهمة. فالكافتيريات والمقاهي موجودة في كل دول العالم ولها وظيفتها الاجتماعية. باعتبارها أماكن محترمة يقضي فيها المواطنون. من كل الأعمار. أوقات فراغهم عقب يوم عمل طويل أو في الإجازة الاسبوعية. أو في فترات الراحة وسط يوم العمل. وتكون أيضًا مكانًا ملائما للقاءات المحبين. ولزملاء العمل خارج نطاقه. فتزداد علاقاتهم الطيبة. وهي في ذات الوقت مشروعات استثمارية خدمية تساهم في تشغيل عدد ملائم من الأيدي العاملة. وتكون أحد مصادر موارد الدولة المالية بما تؤديه من ضرائب ورسوم ترخيص مشروعة.
أما الوضع عندنا. وسط فوضي سائدة خصوصًا في المحليات. فان هذا النشاط المفترض أنه استثماري لصالح الاقتصاد الوطني أصبح مغريًا لمن يريد تحقيق ربح سريع مضمون بعيدًا عن مشاكل المشروعات الانتاجية. الزراعية أو الصناعية. التي تواجهها عقبات بيروقراطية تدفع المستثمر إلي مقاطعتها. بينما يمكنه باستثمارات قليلة ايجاد مكان في بدروم عمارة وتجهيزه ببضع موائد ومقاعد وشاشة عرض. دون تصريح أو دفع ضرائب أو رسوم. ويستقبل الزبائن الراغبين في قتل أوقات الفراغ القاتلة. وهكذا أصبح هذا المكان ملاذًا آمنًا لشباب لا يعمل. سواء لوفرة مالية لديهم. فيقضون الوقت في التسلية والشيشة والمخدرات. أو لآخرين في حاجة الي العمل ولكن لا يجدونه لعدم وجود مشروعات انتاجية كافية. فيقضون أوقاتهم في التسلية علي حساب آخرين. أو بما يدبرونه من أموال بأي طريق.
وبهذا انتشرت المقاهي والكافتيريات الانتشار الرهيب الذي نلاحظه جميعًا. وأصبحت باصحابها والعاملين بها وروادها أماكن خارج القانون تستوعب طاقات الشباب الذي عجزت الدولة بمشروعاتها. والأحزاب السياسية بصراعاتها وتقوقعها داخل مقارها عن استيعابه فيما يفيد الاقتصاد الوطني. وأصبحت مواجهة المشكلة مواجهة جذرية لا مؤقتة ضرورة قومية.
** أسست مصر الاتحاد الافريقي لكرة السلة سنة 1961. في وقت كانت افريقيا تمثل مجالا حيويًا لسياساتنا. وبالطبع اتخذ الاتحاد القاهرة مقرًا له. في 2017 قرر الاتحاد نقل مقره إلي أبيدجان عاصمة كوت ديفوار. بسبب تقاعس مسئولين مصريين عن توفير أرض مساحتها 2500 متر مربع يقيم عليها الاتحاد مقرًا جديدًا. في حين منحته أبيدجان 4 آلاف متر لهذا الغرض. بدلا من المقر الحالي وهو يشغل شقتين بوسط القاهرة مساحتهما 300 متر!. من حقنا أن نعرف المسئولين عن تلك الجريمة لمحاسبتهم علي ما اقترفوه في حق سمعة مصر الافريقية. في وقت نحاول فيه اعادة علاقاتنا بدول القارة باعتبارها مجالًا حيويًا أساسيا لسياستنا الخارجية. وأيضا سمعتها الدولية حيث تم تنفيذ القرار بموافقة الاتحاد الدولي للعبة.
** لقطة:
بيان رسمي أعلنه أمن الشرقية يبشرنا بتوجيه ¢ضربة قوية لمافيا الفساد¢. حيث ضبطت مباحث المرور عاملا في مشروع موقف سيارات السرفيس بالزقازيق وفي حوزته 12 جنيهًا "اثني عشر جنيها فقط لا غير" عملات معدنية حصيلة تربحه من السائقين.!