محمود سلطان
كراهية الإخوان للإمام الأكبر.. مكاشفة لابد منها
من المدهش أن يتفق مؤيدو الإخوان مع مؤيدى السيسى على التنكيل بفضيلة الشيخ أحمد الطيب!!.. وهو اتفاق ـ فى تقديرى ـ يضيف ولا يخصم من استقلالية الأزهر. الإخوان يقولون إن الطيب "شجع" السيسى على الإطاحة بـ مرسي!!.. ويؤسسون عداوتهم للرجل بناء على هذا الزعم.. رغم أن الذى انتقى السيسى من بين قادة المجلس العسكرى وقدمه للرأى العام، وأغدق عليه بالرتب والنياشين، وعينه وزيرًا للدفاع، هو الرئيس الأسبق محمد مرسي، وليس شيخ الأزهر أحمد طيب!!. والرئيس السيسي، كان وزيرًا فى حكومة الإخوان، ولم يكن شيخًا بالأزهر، ولا عضوًا فى مجمع البحوث الإسلامية، ولا من بين هيئة كبار العلماء، حتى يتحمل مسئولية منصبه الحالي، الشيخ أحمد الطيب. لماذا لا يتحدث الإخوان عن الملايين التى خرجت فى 30 يونيو؟!.. وإذا تحدثوا عنها تهكموا عليها "30 سونيًا"!!.. ولم لا يتحدثون عن الملايين التى استجابت لـ السيسى ومنحته تفويضًا فى 27 يوليو، لمواجهة ما وصفه بـ"الإرهاب المحتمل" وكان يقصد به الإخوان.. وبعدها تعرض الإخوان لأسوأ حملة تنكيل لم يتعرضوا لها فى تاريخهم كله، ويعيشون الآن أسوأ نكباتهم على الإطلاق؟!. الشيخ أحمد الطيب أدان مذبحة الحرس الجمهوري، ومذبحة رابعة.. فى الوقت الذى كانت تقع المذبحة تلو الأخرى، وتحت غطاء شعبى، ساخط على الجماعة وكاره لها.. ما يعنى أن موقف الطيب ـ فى ذلك الوقت ـ كان يمثل تحديًا وحيدًا تقريبًا، لسلطة غشيمة لم تعبأ بسقوط مئات الضحايا بالرصاص الميرى.. وأصدر بيانًا شهيرًا أدان فيه السلطة وحذرها من استباحة حرمة الدماء. المشكلة أن البعض.. وخاصة مؤيدى الإخوان من الإسلاميين ـ إلا من رحم ربى ـ يحصرون مشكلتهم فى الطيب، ولا يبرحون هذا الوعى بسذاجته، إلى وعى أكثر رشدًا وإحساسًا بالمسئولية، لأن الطيب برمزيته، يمثل المؤسسة، ومن ينكلون به الآن إعلاميًا، يعلمون ذلك جيدًا، ويستهدفون من حملتهم، الأزهر كمؤسسة وليس شيخه بشخصه. الأزهر موجود منذ عشرات العقود، قبل الطيب وسيبقى بعده.. وأربأ بالإسلاميين أن يكونوا سندًا للحملة الممنهجة عليه الآن، وأن يدعموها بوعى وبغير وعي، نكاية فى شخص الإمام الأكبر، وتصفية لحسابات سياسية، أو لموقفه السياسى من حكم الجماعة. وكما قال فضيلته أمس الأول 17/2/2017، إن الأزهر "لا يمكن لأحد أن ينال منه؛ لأن الأزهر بناه التاريخ، فلم تبنِه قناة ولا برنامج ولا أموال مدفوعة، فما بناه التاريخ لا يُهَدُّ أبدًا". والتاريخ يؤكد ذلك من قبيل القطع لا الاحتمال.. إذ خرج الأزهر فى كل معاركه منتصرًا.. فيما لاحق أعداءه، خزى الهزيمة، وعار التحرش به.