بمناسبة حكم المحكمة والذي بموجبه أيدت فيه إمتناع الجهات التنفيذية عن توصيلها المرافق للعقارات المخالفة، والذي حسب ما ذكرته جريدة الوطن 17/2 لا ينال من قانون 138 لسنة 2006 بشأن تزويد المرافق الأساسية للعقارات المبنية. ولأننا بلد ليس بالغني مادياً، فمن الغرائب التي تدعو للتعجب، أن تتم بعض البناءات لعقارات عديدة ثم تتم إزالتها أو إزالة جزء منها، والذي يمثل إهداراً للمواد التي تدخل في البناء من حديد وأسمنت وغيرها، بالإضافة الي مجهودل العمال وكافة المشاركين، بما يمثل ويجسد الإهمال والتواطيء أو بالأحري الفساد من بعض الموظفين والمسئولين عن ذلك. هذا المشهد المتكرر تقريباً في جميع المحافظات، من هدم لبنايات قد يكون بعضها عبارة عن عدد من الطوابق، بما يؤكد انها تمت خلال أيام عديدة أو شهور أو حتي سنة، والسؤال البديهي: لماذا سكت المسئولين عن عدم إتمام تلك العقارات طيلة هذا الوقت الذي تم خلاله البناء؟، والمعروف أنه لا شيء بعيد أو يتم في الخفاء وبعيداً عن أعين هؤلاء المسئولين أو المكلفين بذلك، والأدهي أن تلك المخالفات تتم في شوارع رئيسية وحيوية لا تهدأ فيها الحركة ليل نهارمثل شارع الهرم وغيره، للدرجة التي وكما نقول قد يراها غير المبصرين، أم هي لعبة "حاوريني يا طيطة"؟. الغريب أنه أحياناً ما يقوم من عليه تنفيذ قرار الإزالة، بهدم جزء بسيط وغير مؤثر أو أساسي في البناية ذراً للرماد في العيون، أوكما يبدو للبعض أن ذلك يتم بإتفاق مسبق ومدفوع بين صاحب العقار والمسئول، ومن ثم يقوم بعدها صاحب العقار بأخذ محضر الإزالة ليبدأ بعدها في الإرتفاع بعقاره عالياً شامخاً في النور!!!. وحتي لو تم إحالة موظف بسبب إهماله-وهو نادراً-عن تقصيره في إبلاغ المسئولين فإننا لا نستبعد أنه وخوفاً من جر آخرين مشتركين بالتواطيء معه، أن يحضر للمحققين شهادة تفيد بأنه قد أصيب بعمي مؤقت في الفترة الزمنية التي تم فيها بناء العقار أو الأدوار المخالفة!!!. لماذا ندفن رؤسنا في الرمال، وتكون النتيجة إهدار قيمة تلك الأشياء التي تدخل في عمليات البناء مضافاً إليها الطاقة المضادة في الهدم من لودرات وعمال وغيرها، والتي لا تضيع فقط علي صاحب البنايات المخالفة، وإنما تنتقص من مقدرات بلدنا ومن ثم إقتصادها الضعيف أصلاً وفي الوقت الذي نحن فيه في أمس الحاجة لكل جنيه يذهب هباء.لذا ولمعالجة الموضوع من زاوية صغيرة أقترح عمل مكافأة للموظف الذي يقوم بالإبلاغ عن أي بناء مخالف قبل أن يكتمل منه جزء كبير.