الجمهورية
المستشار محمد محمد خليل
الأزهري والجفري- صفحة الاسلام
* الأزهري والجفري
المواجهة التي تمت علي شاشة فضائية لم تكن علي الوجه الذي أراده الناس. ذلك بوجود مذيع لم يستطع ان يدير الحوار كما يجب. أو يوقف الشخص الذي آتي به ليحاور الدكتور أسامة الازهري والحبيب علي الجفري. ولانهما التزما بما قاله المذيع. وحدده لهما من وقت في الرد علي هذا الشخص دون ان يلتزم الاخير بأي معايير آتاها المذيع أو أراد فرضها في إدارة الحوار.. الحاصل ان المذيع قدم تسجيلات مرئية بها أقوال لذلك الشخص المهاجم. ثم ترك له الوقت ليضيف عليها أقوالاً وخرافات لا حصر لها.. لم يتمكن الضيفان من الرد علي كل ما قاله. وكان التركيز منهما علي ما جاء في العرض دون باقي ما ساقه المهاجم من معلومات حصدها من كتب سابقة. وسبق الرد عليها جميعها في زمانها. وأضاف عليها من عنده تهكمات وألفاظاً تحقيرية واستفزازية ألصقها بالتراث وعلمائه. أتاح المذيع له فرصة لم يكن يحلم بها استعرض فيها كل ما حشر برأسه من أفكار غير صحيحة عن التراث الاسلامي.. الجمهور الذي جلس أمام شاشة التليفزيون ليستمع إلي الدكتور أسامة الازهري والحبيب الجفري ولم يسبق له أن استمع لهذا المهاجم كان صيداً ثميناً للاخير ليلقي عليه سمومه وترهاته وأفكاره الشاذة المثيرة للغضب والباعثة علي الفتنة.
حزنت لحضور الشيخين لمناقشة هذا الرجل الذي يتوعد المسلمين بإذاعة ستمائة حلقة اخري يفند فيها التراث ويلقي بسخطه وسمومه في آذان مستمعيه وأن ما سبق ان إذاعه كان لابد فيه من القسوة ليمهد للآتي أو كما قال في بعض الحلقات انه يهدم التراث ويطلب من مستمعيه هدمه معه ولقد بدأ وهو يستعرض عشرات الافكار ان اعوانه أو محبيه بالملايين.. هولاء ان صح قوله معذورون لانهم لايسمعون إلا صوتاً واحداً يصب في أعماقهم كل افتراء وادعاء كانت الفرصة في الرد عليه غير متاحة إذ أن الرد من الضيفين كان يتركز علي ما جاء في المعروض مما أذاعه مقدم البرنامج دون العشرات من الآفات التي تفوه بها في ذلك اللقاء حتي بدا لبعض الناس انه انتصر عليهما. وكان يتعين ان يعرض المذيع الفيديو ثم يعلق عليه الضيفان ويترك الرد للمهاجهم في دقيقتين حسبما قرر مقدم البرنامج دون ان يتطرق إلي أقوال اخري تستلزم الرد ليبين وجه الحق من جحود الباطل ولكن يكفي أنهما أظهرا جهله وافتراءه حين تحدث عن كتاب الموطأ وبعض المسائل التي بينها الضيفان.
في حديث مع الاستاذ الدكتور سليمان الحلفاوي قال: "إذا كانت المسألة تتركز في كتاب الاقناع في حل ألفاظ أبي شجاع أو في شرح متن أبي شجاع فلندعه جانباً حتي يتم تحقيق هذا الكتاب تحقيقاً دقيقاً".
نعلم ليس التراث كله هو كتاب الاقناع فهناك الاف الكتب التي وصلت إلينا من فقهاء عظماء افاضل حققوا العلم وأضافوا إليه عشرات الآلاف من المسائل التي تناسب عصرها وعلي هداها نأتي بمسائل تناسب عصرنا وسبق ان قلت في أكثر من مقال ان تحقيق التراث شئ حتمي لايقوي عليه الافراد وحدهم وإنما لابد من جهد ضخم يتمثل في وزارة الثقافة ووزارة التعليم العالي والجامعات إذ ان بعض كتب التراث أضاف إليها النساخ قبل اختراع الطباعة أقوالاً قد تكون شارحة أو مكملة وقد يكون الناسخ سيئ الطوية حاقداً علي الاسلام فيضيف الاسرائيليات حقداً وظلماً لهذه الاعمال العظيمة وقلت سابقاً ليت الجامعات تشجع طلاب الدراسات العليا علي نيل درجات الماجستير أو الدكتوراه بتحقيق أي من كتب التراث للوقوف علي النص الاصلي الذي كتبه العالم أو الفقيه لننقي تراثنا وننقحه ونقدمه للناس في صورته الاصلية الصحيحة.
الحفاظ علي التراث هو مطلب إنساني. وليس مطلباً إسلامياً فحسب وبنظرة سريعة إلي قواعد القانون المدني الذي وضعه الفقيه السنهوري سنة 1948 وناقشه البرلمان كما ثبت في الاعمال التحضيرية لهذا القانون أن جميع قواعده أخذت من الشريعة الاسلامية دون تعديل يذكر حتي الان بما يدل علي ثراء هذه الشريعة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف