طارق مراد
ثورة الأندية علي الأهلي والزمالك
المفاجأة التي فجرها الإنتاج الحربي بالفوز علي فريق زمالك الأحلام بطل السوبر في افتتاح مباريات الدور الثاني لبطولة الدوري العام لكرة القدم 2/..1 ونجاح الإسماعيلي في تقديم عرض قوي أحرج النادي الأهلي المنفرد بقمة المسابقة والتعادل معه سلبياً وخطف نقطة ثمينة.. كلها شواهد تؤكد ان المرحلة القادمة من عمر الدوري سوف تشهد انتفاضة كبيرة وثورة لأندية الوسط والمؤخرة علي أندية القمة بحثاً عن موقع آمن ودافئ بجدول الدوري بعيداً عن شبح الهبوط الذي يطارد الغالبية منها بسبب ضيق فارق النقاط بينها.. لقناعة مسئولي ولاعبي تلك الأندية بأن انطلاق مباريات الدور الثاني للدوري يعني بدء العد التنازلي لإسدال الستار علي كلمة النهاية.. وبالتالي فلا مجال للتعويض وإن الكل سيلعب تحت شعار "القتال في الملعب بروح عالية وبذل أقصي ما لديهم من جهد" وهذا ما شاهدناه من نجوم دراويش الإسماعيلي والإنتاج الحربي وهم يواجهون قطبي الكرة المصرية الأهلي والزمالك.. ولم تكن الروح القتالية سلاحهم الوحيد في الأداء أمام كبيري العائلة الكروية المصرية.. بل قدم نجوم الإسماعيلي والإنتاج الحربي فاصلاً من الأداء التكتيكي الواعي دفاعاً وهجوماً وتحركات جماعية اتسمت بالانسجام والتفاهم والإيجابية الهجومية والصلابة الدفاعية.. كما أثبتوا علي أرض الواقع امتلاكهم لعنصر اللياقة البدنية الذي منحهم الفرصة لتنفيذ فكرة المديران الفنيان شتراكا الألماني للإسماعيلي وشوقي غريب للإنتاج الحربي.. وفي المقابل سنجد ان قطبي الكرة المصرية تأثرا كثيراً لغياب نجومهم الدوليين باسم مرسي وطارق حامد وعلي جبر في الزمالك وعبدالله السعيد وأحمد فتحي ومروان محسن في الأهلي.. وهو ما يمثل علامة استفهام كبيرة لأنه من المفترض امتلاك القطبين الكبيرين لأفضل نخبة من اللاعبين وأقوي دكة بدلاء في الكرة المصرية.. وهنا يتحمل المسئولية المديرين الفنيين للزمالك محمد حلمي وحسام البدري للأهلي لعدم قدرتهما علي التوظيف الأمثل لإمكانيات ما لديهم من إمكانيات ومواهب كبيرة.. وعدم وضع التشكيل المناسب من بداية اللقاءين في ظل تلك الغيابات بما يتيح لهم حرية الحركة والتغيير والاستفادة من الاحتياطي الاستراتيجي الذي يمتلكاه طبقاً لظروف المباراة وبما يضمن لهما إحداث الفارق وفرض رتم فريقهما علي المباراة وتحقيق النتيجة الإيجابية التي تخدم أهدافهما في الفوز والزحف خطوة نحو منصة التتويج للدوري العام.. وأري ان الزمالك عابه أيضاً الصربعة والتسرع بعد التقدم المبكر للإنتاج الحربي.. بينما بدأ لاعبوه اللقاء بمزيج من الثقة الزائدة فكان واضحاً انهم لم يتخلصوا بعد من نشوة الحصول علي كأس السوبر بالفوز علي الأهلي منافسهم اللدود ليفيقوا علي الخسارة غير المتوقعة أمام الإنتاج.. ولكن رب ضارة نافعة ليعيد لاعبو زمالك الأحلام وجهازهم الفني حساباتهم سريعاً.. لتدارك ما حدث باستعادة لغة الانتصارات في الدوري خاصة ان مشوار المسابقة مازال طويلاً جداً وما حدث من مفاجآت في افتتاح الدور الثاني يؤكد أن طريق كل من يحلم بدرع البطولة الأغلي لن يكون مفروشاً بالورود وفي مقدمتهم بالطبع الزمالك والأهلي.. فالأندية الطامعة في تأمين مستقبلها بدوري الكبار أو الفوز بأحد مراكز مربع القمة الذهبي أطلقت شرارة ثورتها للوصول لأهدافها ومن الواضح انها أحسنت الاستفادة علي جميع الأصعدة الفنية والبدنية والنفسية من فترة توقف الدوري الطويلة "40" يوماً في إعداد لاعبيها وتدعيم صفوفها بصفقات جديدة من اللاعبين لعلاج وسد الثغرات التي ظهرت في الدور الأول فأحسنت ترتيب أوراقها جيداً.. فقد كان توقف المسابقة بمثابة فرصة ذهبية لبدء فترة إعداد جديدة من "الألف إلي الياء" حتي ان بعضها قام بتغيير الأجهزة الفنية لضمان تحقيق أهدافها.. لذلك أري معطيات ضربة البداية للدور الثاني تعد بمثابة إنذار شديد اللهجة للعملاقين الزمالك والأهلي.. وإننا علي موعد مع دوري مشتعل في نصفه الآخر غاية في السخونة رغم برودة الطقس الشديدة جداً تتسم مبارياته بكل عناصر التشويق والإثارة والقوة التي تعكس مدي تطور الكرة المصرية.. والمستوي الفني الرائع الذي قدمه نجومها في العرس الأفريقي بالجابون.