المساء
مرفت مسعد
.. وإسعافاه!!
يأبي نزيف الأسفلت أن يتوقف يوميا أخبار حزينة عن ضحايا ومصابين هنا وهناك لتظل مصر الأولي عالميا في حوادث الطرق بحسب ما أكده الجهاز المركزي للتعبئة والاحصاء والجمعية المصرية لرعاية ضحايا الطرق والأسباب هي الأسباب: تدهور في شبكات الطرق. عدم التزام السائقين بقواعد المرور. غياب ضوابط الأمن والسلامة فوق الطرق وبالمركبات وغياب الرقابة من قبل الجهات المعنية كالمرور وغيرها.
وجاء حادث أتوبيس نويبع المنكوب ليكشف عن أسباب أخري ومهازل "توجع" القلوب كالتي أبرزتها التغطية الميدانية المتميزة لزملائنا بمكتب المساء بالإسكندرية من عدم حصول سائق الاتوبيس علي كفايته من النوم وكيف ألزمته الشركة المكلفة بالقيام بالرحلة رغم علمها بأنه عائد لتوه من رحلة ؟!! ما جعل الركاب يبذلون جهودا مضنية لإفاقة السائق تارة بصب المياه المثلجة فوق رأسه وبمواصلة الحديث معه حتي لا تغفل عينه تارة أخري!!
فجيعة نويبع كشفت لفريق التغطية بالإسكندرية عن "سبوبة" الرحلات التي تتقاسم أرباحها بعض الشركات الخاصة والأفراد في غيبة من الأجهزة الحكومية وعلي حساب أرواح المسافرين الذين لا علم لهم بسلامة الاتوبيس أو بكفاءة السائق وسابق معرفته بالطريق المتجه إليه أو معرفته بحال السيارة التي يعمل عليها ليفقد السيطرة عليها تباعا بين إطار ينصهر وفرامل معطلة.. وصولا إلي اللحظة المحتومة له من انفجارات .. دخان كثيف ثم أشلاء.. ودماء.. وإصابات جسيمة وصدمات نفسية مروعة.. يا للهول !!
..و.. ولعل ما يثير الدهشة في بعض شهادات مصابي هذا الحادث لـ "المساء" ويكشف عن أسباب جديدة في تزايد أعداد الضحايا ما ذكرته إحدي الطالبات من أنه بالرغم من وصول الشرطة بعد عشر دقائق من الحادث لكنها رفضت التحرك لإخراج الناجين من الاتوبيس علي اعتبار أنه مسرح الجريمة ولا يمكنهم التدخل فيه!!.. في حين لم تصل الاسعاف إلا بعد ساعة وبأعداد قليلة مقارنة بأعداد مستقلي السيارة "50 راكبا".. ولا تعليق!!
إن التباطؤ في اسعاف المصابين ونجدتهم اشكالية ضخمة تضاف إلي جملة الأسباب التي نعرفها جميعا لكن بامكاننا التغلب عليها من خلال التوسع في اعطاء دورات عن كيفية اسعاف المصابين فور وقوع الحادث دون أن نلحق بهم ضررا أكبر أو نودي بحياتهم!!
علينا البحث عن أساليب جديدة وفعالة لحلحلة هذه القضية التي صارت واقعا مؤلما في حياتنا ورقما مزعجا لا نستطيع غض الطرف عنه علينا استدعاء التجارب الناجحة في وقف نزيف الأسفلت والبدء في تشكيل فرق اسعاف تطوعية تعمل جنبا إلي جنب مرفق الاسعاف الحكومي بداخل كل قرية ونجع ومركز ومدينة يصحبها الإعلانات الارشادية فوق كل الطرق بخطوات الاسعاف السريع والصحيح ومذيلة بأرقام المراكز ومقار الفرق التطوعية.
هكذا تقتضي الحالة وتصرخ فينا: وإسعافاه!!
.. وللحديث بقية..
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف