مشهدان عبثيان لا يدعوان للتفاؤل يتعلقان بالسياسة الأمريكية الجديدة تجاه العالم العربي.
الأول تصريحات ترامب المبهمة حول حل الدولتين بعد لقائه برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وهو الأمر المخالف تماما لتصريحات الرئيس الأمريكي أثناء حملته الانتخابية. وكأن ترامب يريد أن يمهد للحس وعوده واحدا تلو الآخر خاصة فيما يتعلق بالأوضاع العالمية ومنها القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في دولته المستقلة علي حدود 67 والتلويح بالدولة الواحدة وهو الأمر الذي يفقد العرب الأمل في رئيس أمريكي قادر علي حل القضية وبالتالي فلن تحل تلك الأزمة دون توحد عربي علي جميع المستويات لا يقل عن ذلك التوحد أثناء حرب 73 المجيدة.
أما ثاني تلك المشاهد فهي التصريحات الأمريكية حول القضية السورية ومحاولة نسف الجهود المبذولة من قبل روسيا علي مدار الشهور الماضية بالدعوة إلي محادثات أخري في جنيف رغم وعد ترامب ايضا انه ليس من أدوار أمريكا ان تغير الأنظمة السياسية في الشرق الأوسط وان ما فعله أوباما كان جريمة حول الشرق الأوسط إلي ساحة حرب.
إذن السياسة الأمريكية الجديدة بدأت تظهر ملامحها الجديدة القديمة مبكرا خاصة وهي تطالب روسيا بعدم التعامل مع فصائل المعارضة المسلحة علي أنها جماعات إرهابية رغم أنها إرهابية فعلا باعتراف ترامب نفسه فأمريكا بما شاهدناه علي مدار الأسبوع الماضي تؤكد اننا أمام حقبة جمهورية بثياب ديمقراطية فلا فارق بين الإرهابي أوباما أو ترامب فكلاهما يعبث بمقدرات الشعوب إلا أن الأخير يتميز بقدرته علي توريط أمريكا في حرب اقليمية قد تنتهي بكارثة عالمية وحرب متعددة الأطراف بدأت ملامحها في سوريا قبل عدة سنوات وانتهت بقاعدة روسية في سوريا والله وحده يعلم إلي أين ستنتهي.
الأمر الأكثر خطورة هو كيفية تعامل الإدارة الأمريكية مع ملف الجماعات الإرهابية وهل ستفي بوعدها باعتبار جماعة الإخوان إرهابية أم لا خاصة ان الميول الأمريكية لاجتذاب تركيا إلي حظيرتها السياسية بدأت من جديد في مناقشات تدور حول قدرة أنقرة علي القضاء علي تنظيم داعش رغم ان النظام التركي إخواني وإرهابي ايضا وهو أحد المتسببين فيما آلت إليه الأمور في سوريا وهو سارق البترول وشريك داعش في ذلك.
من هذا كله لا أشعر بالتفاؤل تجاه مستقبل الدول العربية القريب اللهم ¢كما ذكرت قبل ذلك¢ إلا إذا توحد العرب وفي هذا صعوبة كبيرة في ظل جمود العلاقات بسبب الحروب الدائرة في سوريا أو ليبيا أو اليمن أو العراق واسأل الله لمصر والوطن العربي الأمن والسلام.