على فاروق
"تعبتنا".. يا فضيلة الإمام!!
البيان الأخير لهيئة كبار العلماء بالأزهر برئاسة فضيلة د.أحمد الطيب شيخ الأزهر حول الطلاق جاء ليؤكد بما لا يدع مجالا للشك في ان جبهة العلماء تعادي أي دعوات لتجديد الخطاب الديني!!
الرئيس السيسي لم يطلب من شيخ الأزهر تحريم الطلاق الشفوي- كما يدعي البعض- ولكنه طلب رأي الشرع في مواجهة ظاهرة تزايد نسب الطلاق في المجتمع بعد ان أكدت الاحصائيات وجود 900 ألف حالة طلاق في عام واحد فقط بما يهدد بانهيار الأسر المصرية وتزايد ظاهرة أطفال الشوارع الا ان البيان جاء كما قال الصحفي حمدي رزق ليخرج من مربع الفقه إلي مربع السياسة!! عندما أشار البيان إلي ان توفير سبل العيش الكريم للمواطنين أفضل وأهم من الحديث عن مشكلة الطلاق!!
وذلك في اشارة إلي الأزمة الاقتصادية الحالية رغم ان هؤلاء العلماء يعرفون ان الدولة تبذل اقصي جهودها لانهاء هذه الأزمة في ظل تعرضها لحرب شرسة من اعداء الوطن في الداخل والخارج لإسقاطها والقضاء عليها تماما!!
ولا شك ان د.أحمد الطيب واحد من العلماء المستنيرين والمشهود لهم بالسماحة والخلق الرفيع حتي انه قضي فترة من شبابه في باريس وكان يعيش وسط أسرة فرنسية.. وقد حاربه الاخوان بعد ثورة 25 يناير وتكتلوا لمنعه من دخول مكتبه واطلقوا عليه لقب "بابا الأزهر" مما دعاه للتوجه إلي المجلس العسكري لتقديم استقالته الا ان المجلس أصر علي استمراره في مشيخة الأزهر وقد شارك د.أحمد الطيب في ثورة 30 يونيو وايد عزل مرسي يوم 3 يوليو .2013
لكن المشكلة ان جبهة علماء الأزهر هي التي تسيطر علي الأوضاع داخل الأزهر الشريف وللأسف عدد ليس بقليل من هؤلاء العلماء يشجعون علي التطرف والتشدد ويرفضون بقوة الدعوات لتجديد الخطاب ويصورون هذه الدعوات للمواطنين علي ان هدفها إلغاء الشرع الاسلامي.. وهم بلا شك كاذبون ومضللون.
لقد كان شيخ الأزهر السابق د.محمد سيد طنطاوي "رحمه الله" حريصا علي تجديد الخطاب الديني حتي انه قرر إلغاء المناهج التاريخية في المعاهد الأزهرية لانها تدعو للقتل والعنف وسفك الدماء واستبدل بها الكتاب الذي الفه وسماه "الميسر".
وللاسف تم إلغاء هذا الكتاب- بعد وفاة د.طنطاوي بناء علي طلب جبهة العلماء وعادت المناهج القديمة مرة أخري.
واذا نظرنا إلي مناهج الأزهر سنجد ان بعض كتب الفقه تنظر إلي الاسلام علي انه دين يدعو للقتل والعنف رغم انه دين التسامح والرحمة والعفو- حيث يدعو كتاب "الاختيار لتعليل المختار" الذي يتم تدريسه لطلاب الثانوية الأزهرية إلي قتل تارك الصلاة والزاني المحصن والمرتد ولو بغير اذن الامام ويؤكد ان من قتل مرتدا فلا شيء عليه كما ان من حقه الاستيلاء علي ماله أيضاً!!
وفي الوقت الذي ضرب فيه رسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم المثل في الرحمة والتسامح عندما عفا عن كفار قريش بعد فتح مكة دون اجبار أحد منهم علي اعتناق الاسلام ولكننا نري بعض مناهج الأزهر تشجع صراحة علي سفك الدماء وسرقة أموال الغير.. وتقول أحد الكتب: "اما الاساري- الأسري- فيمشون إلي دار السلام فان عجزوا قتل الامام الرجال وترك النساء والصبيان في أرض مضيعة حتي يموتوا جوعا وعطشا لان لا نقتلهم للنهي"!!
وفي كتاب "الاقناع" يعلم الأزهر تلاميذه كيف يهينون أصحاب الدينات الأخري المخالفين للاسلام ويقول وتعطي الجزية من الكتابي علي وصف الذل والصغار.. ويقولون له: اعط الجزية يا عدو الله.
وفي منهج السنة الثالثة من الثانوية الأزهرية يرد: "قتال الكفار واجب علي كل رجل عاقل صحيح حر قادر ويجوز قتال الكفار بغير انذار وبغير ان يدعوهم لدين الاسلام!!
وتحرم المناهج أيضا ان يسكن غير المسلم في بناية تكون أعلي من بناية المسلم!!
ليس هدفي الاساءة للأزهر أو لعلمائه أو لشيخه الجليل ولكنني أكن لهم كل محبة وتقدير ولكن لابد من العمل علي تنقية هذه المناهج التي لم تعد تصلح لعصرنا الحالي.. وان نبدأ علي الفور في تجديد الخطاب الديني!