المساء
مختار عبد العال
تعديل.. "للخلف در"
تحدثت في الاسبوع الماضي عن حكاية الوزير المجنون الذي تولي الوزارة في عهد حسني مبارك وتحدثت في السابق وفي عدة مقالات عن كيفية اسقاط الاتحاد السوفيتي وتفتيته بطريقة اختيار الرجل المناسب في المكان غير المناسب.. وتحدثت ايضاً عن تطبيق نفس السيناريو في مصر.. ولقد اثار التعديل الوزاري الأخير الشجون ودعاني للكتابة مرة أخري عن هذه القضية وما صاحبها من ردود افعال.. وما صاحبها ايضاً من تغيير لبعض المحافظين.
لفت نظري ان معظم اراء من قمت باستطلاع وجهة نظرهم اتفقت معي في المبدأ الاساسي الا وهو "معايير الاختيار" كيف نختار هذا الوزير وذاك المحافظ وكيف ولماذا تتم الاقالة خلال فترة زمنية قصيرة جداً.. ولماذا نختار من تثور حوله الشبهات.. ما هي الرسالة التي نريد ايصالها للمواطنين.. لقد اجمع كثيرون علي ان هناك شيئاً خطأ ومع ذلك فنحن نصر علي الخطأ وكاننا نعود للخلف در.
اذكر عندما قام د. عاطف صدقي رئيس الوزراء الراحل باختيار احد الوزراء من اصدقائه وشلته في الخارج ان قامت الدنيا ولم تقعد احتجاجاً علي اختيار وزير بعينه تحيط به شبهات ونشر البعض له صوراً وسط الشواذ.. واستمرت الضجة دون ان يكون هناك رد فعل من الرئيس السابق مبارك لدرجة ان التعليقات الساخرة انتشرت وسط الناس بان هذا الوزير تجربة.. اذا نجحت سيتم تعميمها.. وما اشبه الليلة بالبارحة.. وزير تثور حوله الشبهات ومقدم ضدة البلاغات ويتم التصميم علي اختياره.. نعم انا من انصار مبدأ ان المتهم برئ حتي تثبت ادانته.. ولكن هل تجاهلنا مبدأ حسن السمعة في اختيار الوزراء والقيادات ولماذا لم يخرج علينا الوزير او من أتي بالوزير لكي يوضح للناس الحقيقة.. وهل يوجد دخان من غير نار.
ثم بالله عليكم هل مصر اصبحت حقل تجارب حتي نأتي بوزير او محافظ لمدة اربعة اشهر اكثر أو اقل ثم تتم الاقالة دون ان نعلم الاسباب.. هل عدنا للخلف عندما كان يتم تعيين الوالي لمدة عام فقط فكان ذلك سبباً في انهيار الدولة القديمة.. ما هذا.. وهل يحدث هذا في اي دولة متقدمة في العالم.
لقد وصف د. محمد شتا الذي اعتبره شيخ الادارة المحلية ما يحدث في مصر الان وعلي مدار 6 سنوات من تغييرات المحافظين كل كام شهر بانه مهزلة بكل المقاييس تركت وستترك اثرها السلبي علي الاداء العام للجهاز الوظيفي ككل وتساءل الرجل وانا معه أليس من الغريب ان يشكو الناس جميعاً قيادة وشعباً من فساد الادارة المحلية وسوء اداء القيادات ومع ذلك يصرون علي التمسك بالوضع الحالي وعدم تغيير النظام الفاشل الفاسد.
اعلم ان ما اكتبه قد يغضب منه البعض ولكني لا أقول الا ما أريد الا الاصلاح ما استطعت.. وفي النهاية اعجبتني سخرية احد المواطنين علي الفيس عندما قال كنا فاكرين اننا دخلنا في حيطة.. اكتشفنا الحقيقة وهي ان الحيطة هي اللي دخلت فينا!!
حمي الله مصر وحفظها من كل سوء
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف