الجمهورية
مؤمن ماجد
دون كيشوت الصحافة
دون كيشوت شخصية ابتكرها الكاتب الاسباني هيجيل دي سرفانتس في منتصف القرن السادس عشر عن شخص نختلط عنده الأوهام بالواقع فيتصور أنه أحد الفرسان المغاوير ويبدأ مسيرة الدفاع عن الحق والانتصار للمظلومين ومكافحة الشر والتصدي للظالمين فيخوض سلسلة معارك منها معركة ضد طواحين الهواء متصورا انها اذرع الشيطان ومنبع الشر ومنها معركة ضد قطيع من الأغنام متوهما انه جيش جرار جاء ليهاجم السكان المسالمين وفي النهاية يكتشف انه ضحية أوهامه وان كل انتصاراته فقاقيع صابون.
تذكرت دون كيشوت وأنا أتابع انتخابات نقابة الصحفيين التي تختلط فيها الأوراق بشدة حتي أصبح من الصعب التمييز بين الأوهام والواقع وفي النهاية ستكون الضحية هي مهنة الصحافة.
كل المرشحين يتحدثون عن أزمة الصحافة وان المهنة في خطر وأنهم جاءوا مثل الفرسان لانقاذ الموقف واعادة الصحافة لبريقها وتوهجها.
لو فكر هؤلاء المرشحون قليلا وخرجوا من أبواب النقابة الي الشارع لاكتشفوا ان الناس لم تعد تصدق الصحافة ولا تؤمن بالاعلام ولا تشتري الجرائد ولا تتابع الفضائيات الا مضطرة وان كل المعارك التي يخوضها هؤلاء المرشحون هي مجرد فقاقيع صابون.
المرشحون ليسوا جميعهم دون كيشوت.. فمنهم من قدم أوراق الترشيح طمعا في منصب أو بحثا عن غنيمة ومنهم مغمورون يخوضون المعركة لمجرد ذكر اسمائهم ومنهم من ينتمون لتيار الاخوان أو المتعاطفين معهم ويبحثون عن موقع علي الخريطة ومنهم من جاء الي النقابة لأول مرة فبهرته الأضواء وقرر أن يمشي في الزفة ومنهم أشخاص تبحث عن صالح المهنة بحق لكن هؤلاء للأسف لا يتعدي عددهم أصابع اليد الواحدة.
المرشحون لمجلس النقابة والذين يزيد عددهم علي 70 مرشحا يتنافسون علي 6 مقاعد منهم للأسف أكثر من 50 مرشحا خارج الحسابات وكان الأكرم لهم والأفضل لنا أن يخرجوا من السباق ولكن لكل منهم حساباته التي قد لا تتفق بالضرورة مع صالح المهنة.
المرشحون لمقعد النقيب 7 أشخاص علي الورق أما في الحقيقة فان الصراع بين اثنين وأتمني ألا يكون الفوز لدون كيشوت لأن المهنة في خطر واخرجوا من باب النقابة لتعرفوا رأي الناس في الصحافة والاعلام.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف