الجمهورية
محمد المنايلى
المجتمع .. و¢الدلع¢
كثيرا قد يتفق معي بأن زمن رحمة الصغير وتوقير الكبير قد تراجع بشكل ملحوظ واختلت منظومات القواعد الأخلاقية وذهبت عاداتنا وتقاليدنا والتي تعود أساسها إلي أصول دينية بحتة لطريق لا نعرف له نهاية وتجدر الإشارة إلي بضرورة توجيه أصابع الإتهام في ذلك إلي مؤسسات الأسرة والتعليم والإعلام ومعها منظمات المجتمع المدني ووزارة الشباب.
ولعل إشارة الرئيس عبدالفتاح السيسي في أحد المؤتمرات الأخيرة لارتفاع نسب الطلاق بين الأسر المصرية يؤكد انتحار دور التنشئة الاجتماعية والتي دعت إلي توطيده كل الأديان السماوية.
وتساهم منظمات المجتمع المدني ¢المجالس القومية وغير القومية الخاصة بالمرأة والدكاكين والمؤسسات التي يتم إشهارها تحت مرأي ومسمع الجمعيات الأهلية ووزارة التضامن¢ بدور في انهيار منظومة تهيئة المناخ الأسري لغياب توجيه الإرشادات للمرأة المشاركة بمنظاماتهن من خلال المؤتمرات التي تعدها بأرقي الأماكن كنوع من الوجاهة فقط.
أما مسئولو التعليم فقد تخلوا عن أسس بناء الطفل والحفاظ علي الأسرة من خلال استبعاد دور الإخصائي الاجتماعي الذي كان في الماضي القريب يقوم بدور كبير في مراقبة سلوك التلميذ عندما ينحرف كان يقوم باستدعاء أولياء الأمور لمناقشة الأوضاع الطارئة التي ظهرت في سلوك الطلاب وكان هذا بمثابة جرس إنذار للأسرة ولكن هناك سلوكاً خاطئاً يحدث ولابد من تنبيه طرفي الأسرة إلي ذلك وتوجيه الأب أو الأم في إبعادهما عن أي خلافات بينهما وإلا ذهب أولادهم إلي طريق ¢الجحيم¢ .. من هنا يلعب الإخصائي الاجتماعي دورا غير مباشر في تراجع الأب والأم عن الانفصال مراعاة لمصلحة الأبناء.
كما يتصدر إعلام ¢الدلع¢ الدور ¢المشبوه¢ الأكبر في فساد المجتمع بسبب تناوله لمشاهد من المسلسلات والأفلام يظهر فيها الأطفال بصورة قبيحة يتناولون فيها ¢السجائر¢ وغيرها ويرددون ألفاظا نابية إلي جانب ابتعاد ما يسمي بالإعلام عن دوره في معالجة قضايا الخلافات الأسرية وأضرارها علي الأطفال.
وفي ظل تراجع تلك المؤسسات عن دورها في الحفاظ علي الأسرة تلتقط القوات المسلحة خيط الإنقاذ في هذه القضية لبناء مجتمع صحي يلملم شتات الأسرة المصرية ويدعوها إلي الاصطفاف من أجل الحفاظ علي أولادنا وقد بدأ القائد الأعلي للقوات المسلحة توجيه الدعوة لشيخ الأزهر فضيلة الدكتور أحمد الطيب لضرورة معالجة ارتفاع نسب الطلاق كما تقوم الشئون المعنوية بدور مؤثر في إعادة روح الانتماء للوطن والأسرة من خلال مشاركة الأطفال في افتتاحيات المشروعات القومية الكبري لزراعة روح التكاتف بين أفراد الأسرة والوطن .. فمليون سلام وتحية للقوات المسلحة وأجدد الدعوة لكل المؤسسات المعنية بالتنشئة الاجتماعية والأسرة إلي مراجعة دورها والعمل علي الحفاظ علي ترابط المجتمع المصري.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف