الجمهورية
فريد إبراهيم
أبوهريرة المفتري عليه "1"
دعا سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم للصحابي الجليل أبا هريرة رضي الله عنه قائلاً: "اللهم حبب عبيدك هذا "يقصد أبا هريرة" وأمه إلي المؤمنين وحبب المؤمنين إليهما" يقول أبوهريرة: "فما من خلق مؤمن يسمع بي ولا يراني إلا أحبني" صحيح مسلم.
فهل كان أبوهريرة يشعر بحدس المؤمن وفراسته أن زماناً سيأتي يهاجم فيه الإسلام من قبل سنة رسول الله صلي الله عليه وسلم فتتهم فيه الأحاديث النبوية كما أخبرنا رسول الله صلي الله عليه وسلم؟ يقول: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "يوشك رجل منكم متكئاً علي أريكته يحدث بحديث عني. فيقول: بيننا وبينكم كتاب الله. فما وجدنا فيه من حلال استحللناه. وما وجدنا فيه من حرام حرمناه. ألا وإن ما حرم رسول الله صلي الله عليه وسلم مثل الذي حرم الله عز وجل" سنن ابن ماجة.
كما يتهم الرواة أيضاً من أجلاء الصحابة في أمانتهم وصدقهم وعلي رأسهم سيدنا أبي هريرة في إطار هذا الهجوم وهل أراد أبوهريرة أن يشير بمنطق المخالفة إلي أولئك الذين ينتقصون من صحابة رسول الله صلي الله عليه وسلم وهو يقول: "فما سمع بي خلق مؤمن ولا يراني إلا أحبني" فما بالنا بأولئك الذين يسبونه بأقذع ما أوتوا من قدرة علي السباب ويعادونه أشد المعاداة وهل تؤكد لنا هذه الرواية هدف وهوية أولئك الطاعنين في سنة رسول الله بلا علم ولا كتاب منير؟.
كان أبوهريرة أول من أسلم من قبيلة دوس بعد أن عاد إليها الطفيل الدوسي مسلماً يدعوهم إلي الإسلام الذي أنعم الله به عليه في لقائه بالنبي صلي الله عليه وسلم وحاول إقناع أمه بالإسلام فنالت في ردها من رسول الله صلي الله عليه وسلم فذهب أبوهريرة إلي رسول الله يحدثه بما كان طالباً من رسول الله صلي الله عليه وسلم أن يدعو لها بالهداية فدعا لها فما عاد أبوهريرة إلي أمه ألا وجدها تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله أسلم عبد شمس "أبوهريرة" فسماه رسول الله صلي الله عليه وسلم عبدالرحمن بن صخر في السنة السابعة للهجرة ولزم رسول الله صلي الله عليه وسلم في حله وترحاله. فلم يكن يعمل وإنما كان من فقراء المسلمين الذين أقاموا بالمسجد في آخره فيما عرف بالصفة يأوي إليها القادمون إلي المدينة مسلمين وليس لهم سكن ولا أقارب فسموا أهل الصفة وسموا ضيوف الإسلام.
لم يكن نقل أبي هريرة عن رسول الله صلي الله عليه وسلم نقل من صادف موقفا سمع فيه مقالة فعلقت في ذهنه فنقلها. وإنما كان نقله نقل القاصد إلي العلم الحريص عليه المتهيئ له لذلك نجده يشكو إلي رسول الله صلوات الله وسلامه عليه وهو يعرف بغيته أبسط رداءك فبسطه فيغرف الرسول بيده كأنه يضع في رداء أبي هريرة شيئاً ثم يقول له ضمه قال أبوهريرة فضممته فما نسيت شيئاً بعده" سنن الترمذي.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف