الأهرام
مرسى عطا الله
كل يوم .. ليتنا نفهم اللعبة
لا شيء متروك للقدر فى لعبة الأمم التى مازالت القوى الدولية الكبرى تمسك بمعظم مفاتيحها خصوصا ما يتعلق بمنطقة الشرق الأوسط التى مازالت تمثل مكانة استراتيجية متميزة فى بنك المقاصد والأهداف لتلك القوى.

لابد أن نكون مدركين لوجود خطط عديدة جرى وضعها منذ سنوات فى الدهاليز الاستخبارية الأمريكية تحت عنوان "نشر الفوضى الخلاقة" فى المنطقة العربية بوسائل وآليات العنف والتخريب لإضعاف المعنويات وشل القدرات حتى تتمكن السكاكين من تنفيذ مهام التقطيع والتفتييت فى الجغرافيا العربية لإنجاز مشروع الشرق الأوسط الجديد المرتهن إنجازه بضمانات للقوى الأخرى وخصوصا روسيا بالحصول على نصيبها من كعكة الخريطة الجديدة للمنطقة.

إن انكفاء الخريف العربى وانحسار موجاته ــ مرحليا ــ لا ينبغى أن يدفع أمتنا إلى مواصلة سياسة دفن الرأس فى الرمال لأن لعبة الأمم لا تعرف اليأس بسهولة ومازالت القوى المهيمنة تراودهم أحلام استحضار التاريخ وإعادة استنساخه بشكل جديد على غرار محادثات وزيرى خارجية بريطانيا وفرنسا التى تمخضت عام 1916 عن الاتفاق المشئوم المعروف باسم "سايكس بيكو" والذى تم بمقتضاه تقطيع أوصال المنطقة وتقاسم مناطق النفوذ بين بريطانيا وفرنسا.

ورغم إننى أدرك مدى محدودية الفاعلية الراهنة لآليات العمل العربى المشترك لكننى أعتقد بإمكانية القمة العربية التى تستضيفها الأردن فى الشهر المقبل أن تخاطب الأطراف الفاعلة فى لعبة الأمم للتحذير من مخاطر مواصلة المغامرة فى الرمال العربية المتحركة والحارقة وهذا هو أضعف الإيمان يا أمة العرب حتى يمكن أن نجدد الأمل لدى شعوب الأمة التى أنهكتها خلافات وصراعات ومكايدات لابد من سرعة إزالة كل أسبابها كخطوات أولى وضرورية لبناء موقف موحد يجبر الآخرين على احترام هذه الأمة ومطالبها المشروعة!

خير الكلام:

<< الويل لمن يرى الخطر وتصمت شفتاه!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف