سميرة الديب
بدون زعل .. البلطجة والتحرش عيني عينك أمام المترو!!
إن الدولة تقوم حالياً بمحاربة الاشغالات التي أصبحت صداعاً دائماً في الشارع المصري حيث بدأت حملتها بداية من ميدان رمسيس تحت عنوان "الانضباط أسلوب حياة" حيث قامت بإزالة جميع المخالفات والباعة الجائلين من أمام محطة مترو الأنفاق بميدان رمسيس هذا المشروع الحيوي العملاق الذي يعتبر من المظاهر الحضارية التي تميز البلاد.. فقد أصبح عندنا مظهره الخارجي سيئاً للغاية بسبب العشوائيات الموجودة حول أبوابه في غياب تام لشرطة المرافق وللمسئولين بالأحياء الذين اختفي دورهم تماماً في الآونة الأخيرة.
* لماذا لم تمتد هذه الحملات لمحطات المترو الأخري والتي بحت أصواتنا من أجل إنقاذها من براثن البلطجية والمنحرفين الذين يبثون الخوف والرعب في نفوس المواطنين من الموظفين وطلبة المدارس والجامعات الذين يستخدمون المترو ذهاباً وإياباً وأصبحوا يتعرضون للسرقة يومياً. حيث أصبحت محطات مترو الأنفاق من الخارج تحت وطأة هؤلاء البلطجية والمتسولين وسائقي التكاتك والباعة الجائلين الذين أقاموا سويقات مصغرة أمام أبوابه مستغلين الغياب الأمني الخارجي لها.. منها محطات دار السلام وحلوان والمعادي والمرج والمرج الجديدة والعتبة وشبرا الخيمة وكلية الزراعة.
* كانت صدمتي كبيرة عندما شاهدت كل هذا علي الطبيعة.. فقد شوه شكل المترو الحضاري بانتشار باعة الخضار والفاكهة والملابس والأدوات المنزلية والكهربائية حول مداخله التي اختفت تماماً مستغلين كل شبر أمامه مما يعرقل حركة سير المواطنين الذين يضطرون للنزول أسفل الرصيف الذي يعرضهم لمخاطر الطريق والغوص في مياه الأمطار المتعفنة التي تظل لعدة أيام حتي تجف لأنها لا تجد من يزيلها من المحليات الذي يعتبر من صميم عملهم.
* والأدهي من ذلك والأمر هو كثرة التحرش بالنساء والفتيات عيني عينك أمام محطات المترو حيث يقف مجاميع من الشباب المنحرف أمام الأبواب الرئيسية يتحرشون بالألفاظ النابية وبالأيدي دون خوف أو رادع ولا يستطيع أحد أن يتدخل لانقاذ أي فتاة تعترض علي تصرفهم غير الأخلاقي لأن معظمهم يحمل أسلحة بيضاء ولا يوجد شرطة ولا غيره مما يجعلهم يتصرفون بكل بجاحة.
* لقد أصبح الواقع أمام محطات مترو الأنفاق خطيراً ومريراً لذلك نحتاج إلي استكمال حملة "الانضباط أسلوب حياة" هذه الحملة التي قامت بها وزارة الداخلية في الأسبوع الماضي وكان لها أثر جيد في اختفاء الباعة من حول محطة مترو الأنفاق بميدان رمسيس.. لذلك فإن هذه المحطات هي أيضاً تحتاج لحملة مكبرة ومتابعة مستمرة تضم المسئولين بالأحياء وشرطة المرافق وشرطة المترو من أجل القضاء علي الاشغالات والبلطجة والفوضي التي تنذر بأحداث وكوارث يومية إن لم تتحرك الدولة وبسرعة لمحاربة هذه الظواهر السلبية.
* ولابد أيضاً من عودة دور شرطة المرافق وبقوة في جميع الأحياء لكي يعود الأمان والمظهر الحضاري أمام محطات مترو الأنفاق ولشوارعنا أيضاً التي أصبحت الاشغالات فيها للركب.
** كلمة أخيرة
كل النعم تتبدل بمرور الأيام والسنين..
إلا العقول فهي تظل تحاور وتجادل وتدور