لا أظن أننا نستطيع أن نحقق المعجزة الكبرى للانتقال بمصر من أوضاع الاستدانة وطلب المساعدات والمنح من الغير إلى آفاق الكفاية والوفرة دون أن نكد ونتعب ونستعيد روح العمل والعطاء غيبتها صيحات هوجاء تصرخ بالمطالب وتتغافل عن أداء الواجب.
والحديث عن طفرة مجتمعية وتحويل مصر إلى ورشة عمل إنتاجية يتطلب وجود كوادر قيادية جديدة ليس بمفهوم ملء الفراغ لتأكيد تواصل الأجيال وإنما بمفهوم الرغبة فى مجاراة العصر الذى أصبحت فيه القيادة ليست حزما وانضباطا فقط وإنما هى قدرة وموهبة على تحريك وتوظيف كتائب العمل فى كافة المواقع نحو الاتجاه الصحيح بوسائل غير تسلطية تجمع بين الثواب والعقاب وتؤمن بالحوار قبل الإملاء والتلقين.
مصر قادرة على صنع المعجزة عندما يتوافر اليقين الكامل بأن الإنسان هو صانع المعجزات إذا توافرت لديه خطة عمل واضحة المعالم وساد الشعور بين الرؤساء والمرءوسين بأن الكل شركاء فى المسئولية وليس بينهم أجراء بالتبعية حيث قيمة وقدر أى إنسان فى منظومة العمل تتحدد حسب ما يقدمه من عطاء واجتهاد وابتكار وتطوير.
المعجزة يمكن أن نحققها فى أقصر وقت ممكن عندما نشطب كلمة الاستثناء ونلتزم بالمعايير المتعارف عليها دوليا لبناء النهضة والتى تشمل الكفاءة المهنية وعمق الخبرة والمؤهل العلمى والشخصية المتكاملة التى تجمع بين المظهر الحسن وفن التعامل مع الآخرين.
المعجزة تتحقق بالفهم الصحيح لمعنى ضخ دماء جديدة والذى يعنى فكرا جديدا وطموحا أوسع من الذين أدركتهم أحاسيس الشيخوخة المبكرة والتى ليست رهنا بسن معينة وإنما هى مرتبطة بعقلية تجمدت عند اقتناع خاطيء بأنه ليس فى الإمكان أبدع مما كان.. وظنى أن مصر تملك كل مكونات القدرة على صنع المعجزة.
خير الكلام:
<< المعجزة لا تصنعها ثروة أو صدفة وإنما هى نتاج جهد شاق وإرادة قوية.