المصريون
محمود سلطان
أجمل ما قرأت بشأن كراهية الإخوان للأزهر
وصلني هذا التعقيب الرصين والعميق والذي قدم مقاربة تكاد تكون صحيحة، فسرت لماذا يكره الإخوان والإسلاميون الحركيون عمومًا الأزهر.. والفارق بين كراهيتهم له.. وتحرش السلطة به.. تقول الرسالة الرائعة والتي كتبها الأستاذ عاطف قطب: الأستاذ المحترم محمود سلطان اسمح لي بأن اجتهد في بيان الفارق بين موقف الإخوان من جهة، والنظام وإعلامه من جهة أخرى، من الأزهر وشيخه ورمزيته.. بدايةً استعرض القاعدة الفكرية والجذور التاريخية لكل من الطرفين والقناعات الأيديولوجية المؤدية لموقف كليهما من شيخ الأزهر ورموزه ورمزيته.. وهو اجتهاد شخصي ربما أصاب وربما أخطأ. أولًا بالنسبة للإخوان المسلمين كفكرة من أساسها لا يمكن أن تكون خاضعة لسلطان الأزهر، أو داعمة له من حيث المبدأ، حيث إن الفكرة نبعت أساسًا تمردًا على حالة وجدانية دينية راسخة في الأمة المسلمة كأغلبية تصطبغ عقيدتها وتنطلق سلوكياتها من قواعد فقهية مستندة إلى ما يقره الأزهر، ويعتمده من التراث الديني، وما يجدده علماؤه وشيوخه، فيمثل الرافد الديني الأساسي لمكونات "ثقافة المجتمع والأمة"، وهو ما يشكل مع "الحيز الجغرافي" الدولة الوطنية المستقلة ذات السيادة، تلك الدولة الوطنية التي لا تعترف بها هذه الجماعة أو الجماعات. فعندما يتكون "كيان" يرى اختلالًا في هذا المكون الثقافي وروافده الدينية؛ "معتقدًا أن هذا سبب تخلف الأمة"، ويكون هذا الكيان حركيًا استقطابيًا "تنظيمًا"، وليس دعويًا عامًا فإننا أمام احتمالين لا ثالث لهما:- إما أن يستقطب التنظيم جميع الأمة وهذا محال لوجود عناصر أخرى بالأمة لا تدين بالإسلام؛ لأن فكر هذا التنظيم أساسًا يغيب عنه الاستيعاب العادل لهذه العناصر؛ مهما ادعى هذا التنظيم من تسامح ظاهري وشكلي؛ لأن هذا العنصر الآخر فى فكر هذا التنظيم ذمي ثانوي أقصى ما يمكن ما يكون له في وجدان هذا التنظيم هو التسامح وحرية العبادة بضوابط وأحكام تفرض عليه بناءً على فقه الأغلبية، وليس بناءً على حقوق المواطنة وحقوق الإنسان. أي أنه في حالة انضمام كل المسلمين لجماعة المسلمين الجديدة!!! يصبح كل المسلمين هم هم "الإخوان المسلمون"!!!! فما الجديد اللهم إلا هذا التغير الأيديولوجي، وبالتالي الثقافي المقسم لعناصر الأمة "عنصري الأمة"، وهذا انقسام له مخاطره وأخطاؤه وخطاياه. والاحتمال الثاني وهو ما حدث فعلًا بانضمام جزء من العنصر المسلم دون الباقي، وهذا ما تسبب فيما يعلمه الجميع من انقسام ومآسٍ تعاقبت على الأمة منذ نشأة الجماعة وحتى الآن. فلو أن الجماعة أو "الجماعات" تأسست أصلًا بهدف دعوى عام وبلا استقطاب وبهدف التجديد والإصلاح عمومًا على قاعدة أخلاقية منطلقة من صحيح الدين والمبادئ العامة للدين عمومًا وانضواءً تحت لواء الأزهر واحترامًا لرمزيته "ولا يخل هذا الاحترام من انتقاد بعض تراثه وتجديده". إذن ففكرة الإسلام الحركي في أساسها متخاصمة مع الأزهر ومتمردة عليه، وعلى كيانه وكونه مرجعية لها شرعيتها التاريخية والواقعية بل ووجوده ربما، وهذا الوجود الذي لا تعارض فيه بين الهوية الوطنية والانتماء القومي والإسلامي. وبالتالي فمخاصمته ومعارضته والصدام معه حتمية تزداد وتقل، تبرز أو تخفت حسب مقتضيات الظروف ومتطلبات المرحلة.. ببساطة لأنه الاختلاف بين النقيضين الذين لا يمكن الجمع بينهما!!! إنه الخلاف المبدئي.. خلاف الوجود.. من طرف جماعات تعي وتتعمد وتتحين وتتربص. ثانيًا:- أما النظام وإعلامه ففي تقاطعه مع تلك الجماعة أو "الجماعات" فى نقطة عدائهم مع الأزهر وهجومهم عليه ومحاولة النيل منه فإنه "النظام وإعلامه"، فليس له منطلق تاريخي ولا عقائدي محدد ومعتبر.. بل ينطلق من أفكار ساذجة ومصالح شخصية أو آنية تفتقد إلى الوعي، وحسن الإدراك، والجهل بمكانة الأزهر، وأهميته فى الحفاظ على الحد الأدنى من المكون الثقافي للدولة. تلك الأهمية التي تغيب عن مجموعة الحمقى المندفعين نفاقًا وغباءً يخصم من رصيد رئيس في رأيي حسن النية أحيط بمن لا يمكن الوثوق بأنهم أصلًا لا يفهمون توجهه، ولا أنهم هم الأخسرون أعمالًا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعًا! عاطف خطاب انتهت الرسالة
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف