المساء
محمد جبريل
معني طلب إسرائيل ضم الجولان
هل يكون المطلب الاسرائيلي من الرئيس الامريكي ترامب بتبني مسعي القيادة الصهيونية لضم الجلوان إلي اسرائيل. عاملاً في وحدة القيادات السورية. النظام والمعارضة. فتؤثر مصلحة الوطن علي مصالح الطوائف والاحزاب والتيارات المذهبية والسياسية؟
هذا هو السؤال الذي يفرض نفسه في مواجهة المطلب الاسرائيلي من الرئيس الامريكي ترامب بتبني فكرة ضم الجولان المحتل إلي الكيان الصهيوني.
عادة الشعوب أنها تفيق إلي نفسها في أوقات الخطر. تنفض ما قد تعانيه من خلافات وصراعات. وتسعي- بإرادة واحدة- إلي التوحد في تنظيم يضم إلي عضويته كل المهمومين بقضايا الوطن.
المثل نجده في جيش تحرير فيتنام . تصدي لقوتين عظميين هما فرنسا والولايات المتحدة. حتي أخرجهما من البلاد بالقيادة السياسية الواعية لهوتشي مينة. والقيادة العسكرية الاسطورية للجنرال جياب. ومئات الالوف من المناضلين الذين بذلوا أرواحهم ثمناً لانتصار ساحق. لم يفلح في منعه أحدث ما في ترسانة السلاح الامريكية. ومن قبلها مئات الالوف من القوات الفرنسية وكان الخروج المذل هو ما انتهي إليه الوجود الاستعماري في شطري فيتنام فاستردا وحدتهما في دولة واحدة. هي الآن عضو مهم في المجتمع الدولي.
وعاني مقاتلو جبهة التحرير الجزائرية مايصعب حصره من الجرائم ضد الانسانية في إصرار المستوطنين الفرنسيين. وقيادات الجيش الفرنسي علي سياسة فرنسة الجزائر. حتي استطاعت الجبهة المؤلفة من قوي وطنية متباينة الرؤي والاتجاهات ان تزيل الاستعمار الفرنسي من البلاد. وتعود الجزائر إلي مواطنيها العراب. كقوة مهمة أعانت الوطن العربي في معاركه ضد القوي الغازية.
وحتي الان فإن الاطراف المتقاتلة في سوريا تصر علي الخلاف. يحاول كل فصيل- مستفيداً للأسف من قوي أجنبية- أن يملي إرادته. وإذا كان من المهم ان نشير بالادانة إلي النظام السوري في رفض المظاهرات السلمية مما أتاح للقوي المغرضة. المتسللة. ولقوي الارهاب ان تنفذ إلي الواقع السوري فتقلب الاوضاع وتتحول المدن والقري إلي دمار وتحول الملايين إلي لاجئين في الاقطار العربية. وفي دول العالم. ورويت مآسي مفزعة عاناها المواطنون السوريون- الاطفال والنساء بخاصة- بينما الفصائل المسلحة منشغلة في معارك لايفيد منها إلا القوي الكبري والاقليمية وكم يبدو محزناً ان تسيطر تلك القوي علي الاوضاع في سوريا. وتحيل الحكم والفصائل المتحاربة إلي قطع شطرنج تتقاذفها الايدي بلا إرادة وبلا وعي.
الجولان ليس مجرد مرتفع من الارض إنه- كما شاهدت في زيارة إلي القنيطرة حاجز طبيعي يفصل بين الاراضي الفلسطينية والسورية. وإلي جانب السلاح الذي يسهل قصفه لكل المناطق السورية. فقد وضعت اسرائيل فوق جبل المكبر أحدث معدات التنصت والتجسس. بحيث تستطيع ان تتابع أي تحرك حتي داخل العراق. والمعلومة لضابط سوري التقيته- في القنيطرة- والصديق الراحل الكبير يوسف الشاروني.
الجولان- أحذر ليس مجرد مرتفع من الارض لكنه موضع يتيح للاأرض السورية ان تحتفظ بتماسكها ووحدتها. قبل ان يبكي هؤلاء المتنقلون بين الفنادق والقصور كالنساء. علي بلد لم يحسنوا المدافعة عنه كالرجال!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف