فريد إبراهيم
قرآن وسنة .. أبوهريرة المفتري عليه "2"
كان أبوهريرة متفرغاً للعلم لا يشغله عنه شاغل علي مدي سنوات جواره لرسول الله صلي الله عليه وسلم الثلاث فهو من أهل الصفة الذين لا شاغل لهم إلا تعلم القرآن والحديث وذكر الله والجهاد في سبيل الله إذا ما دعا داعي الجهاد فنقل أبوهريرة الذي كان ولوعاً بالنقل عن رسول الله حريصاً عليه كما نقل بقية الصحابة الكثير وإن انفرد بالقليل وليس كما يدعي كارهو السنة النبوية وكان رسول الله صلي الله عليه وسلم عليماً بأصحابه ومواهبهم واهتماماتهم. وهو ما يشير إليه أبو هريرة في حديثه للناس في زمانه كما ذكر في البخاري قوله: إنكم تقولون إن أبا هريرة يكثر الحديث عن رسول الله. وتقولون ما للمهاجرين والأنصار لا يحدثون مثله. وإن إخواني المهاجرين كان يشغلهم الصفق بالأسواق. وكان إخواني من الأنصار يشغلهم عمل أموالهم. وكنت أمرأً مسكيناً من مساكين الصفة. ألزم رسول الله صلي الله عليه وسلم علي ملء بطني. فأحضر حين يغيبون وأعي حين ينسون. وقد قال رسول الله في حديث يحدثه يوماً: إنه لن يبسط أحد ثوبه حتي أقضي جميع مقالتي ثم يجمع إليه ثوبه إلا وعي ما أقول. فبسطت نمرة علي حتي إذا قضي مقالته جمعتها إلي صدري. فوالذي بعثه بالحق ما نسيت من مقالته تلك إلي يومي هذا. والله لولا آيتان في كتاب الله ما حدثتكم شيئاً أبداً: "إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدي من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم".
فنجد رسول الله صلي الله عليه وسلم العارف يقول له حين سأله: من أسعد الناس بشفاعتك يا رسول الله يوم القيامة؟ فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: لقد ظننت ألا يسألني عن الحديث أحد أول منك لما رأيت من حرصك علي الحديث أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا إله إلا الله خالصاً من قلبه.
كما نجده يدعو ربه والرسول يؤمن علي دعائه بعلم لا ينسي فيما رواه ابن حجر في الإصابة أن رجلاً جاء إلي زيد بن ثابت فسأله فقال له عليك بأبي هريرة فإني بينما أنا وأبوهريرة وفلان في المسجد ندعو الله ونذكره إذ خرج علينا رسول الله صلي الله عليه وسلم حتي جلس إلينا فقال عودوا للذي كنتم فيه فقال زيد فدعوت أنا وصحبي فجعل رسول الله صلي الله عليه وسلم يؤمن علي دعائنا ودعا أبوهريرة فقال اللهم إني أسألك مثل ما سأل صاحباي وأسألك علماً لا ينسي فقال صلي الله عليه وسلم آمين فقال زيد وصاحبه ونحن يا رسول الله نسأل علماً لا ينسي فقال سبقكم بها الغلام الدوسي.
كان طلاب أبوهريرة يقبلون عليه حتي يملأوا البيت طلباً لحديث رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال لهم: ذات يوم دخلنا علي رسول الله صلي الله عليه وسلم حتي ملأنا البيت وهو مضطجع لجنبه فلما رآنا قبض رجليه ثم قال سيأتيكم أقواام من بعدي يطلبون العلم فرحبوا بهم وحيوهم وعلموهم نشأت يتيماً. وهاجرت مسكيناً. وكنت أجيراً لابنة غزوان بطعام بطني وعقبة رجلي. أحدو بهم إذا ركبوا. واحتطب إذا نزلوا. فالحمدلله الذي جعل الدين قواما. وجعل أبا هريرة إماماً.