فيتو
محمد نور
كما هو متوقع
كعادتها لم تستمع حكومتنا المُلهمة، إلى النصيحة المخلصة التي همست بها في أذنها خلال المقال السابق، وهي أن تتقدم باستقالتها بدلًا من محاولات البحث عن أي أشخاص لاستكمال العدد اللازم للتشكيل الوزاري.

حقيقة لم يتملكني العجب من عدم الإنصات لتلك النصيحة المخلصة، فهذا ما هو متوقع، ولا أبالغ إن قلت إنه كان بالنسبة لي أمرا مؤكدا، وبالرغم من ذلك فقد بذلت النصيحة، وأخلصتها لوجه الله تعالى، لكن إحقاقًا للحق إن، الشيء الذي لم يكن متوقعا، هو التشكيل الجديد لحكومتنا الملهمة.

فقد شمل التعديل الوزاري الجديد الدفع والإبقاء على أسماء يثور حولها الكثير من علامات التعجب والاستفهام، وكأن الحكومة تتعمد مكايدة الشعب أو أنها في واد، والشعب في وادٍ آخر.

فقد أبقت الحكومة على وزير الصحة، الذي أثبتت الأيام أن صحة المواطن المصري هي آخر ما يمكن أن يُشغل بال معاليه، وهو الذي تسبب في ارتفاع أسعار الدواء، واختفاء العديد من الأدوية المهمة، وحدوث أزمة في أحد، أهم قطاعات الدولة الحيوية، والله وحده يعلم متى وكيف سنخرج منها.

وكان من عجائب التشكيل الوزاري الجديد، الإبقاء أيضًا على وزير الثقافة، ذلك الوزير الذي لم ولن يُقدم أي شيء، للمثقفين عمومًا سواء من الأدباء، أو الفنانين.. فأين هي بصمات الوزير على قطاع الثقافة في مصر، وأين هي طفراته للنهوض، والارتقاء بالوعي الثقافي، لدى المواطن المصري، حتى تُجَدد فيه الثقة مرة أخرى، لتولي مسئولية روافد الثقافة في مصر؟

وبالرغم من كل ذلك أبقت الحكومة على هذين الوزيرين كما أبقت على غيرهم من الوزراء في التشكيل الجديد للحكومة، بالرغم من أنهم لم يقدموا أي شيء للمواطن المصري، سوى تصدير الأزمات له، وإثقال كاهله بالمزيد من الضرائب، وكيه بنار الأسعار.

هل عقمت مصر؟
سؤال لا يبغي الحصول على إجابة، بقدر ما يحوي الكثير من علامات التعجب والدهشة، وذلك بعد ما فاجأتنا حكومتنا الملهمة بترشيح أحد وزراء نظام المخلوع، في مشهد يعيد مرة أخرى للأذهان، ذكريات لطالما سعينا جميعًا لمحوها من ذاكرتنا، فبعد تردد ما بين حقيبة وزارة التموين، ووزارة الاستثمار، رسى العطاء أخيرًا على وزارة التموين لأحد وزراء الحزن (الحزب) الوطني المنحل، وحقيقة هل عقمت مصر عن إيجاد وجوه جديدة ذات قدرة وكفاءة، حتى تستعين حكومتنا الملهمة بوجوه وضع المشيب عليها بصماته؟

وأين الشباب من كل ذلك؟
وأين وعود مشاركة الشباب في الحياة السياسية والعملية، خاصة أن أكثر من ستين بالمائة من شعب مصر في سن الشباب؟ أسئلة لن نجد لها إجابة كما هو متوقع بالطبع.

كل ما فات عجيب.. لكن الأعجب هو أن يتم تعيين وزير تدور حوله العديد من شبهات فساد، وذلك حسبما صرح العديد من أعضاء مجلس النواب، وأقروا بأنهم يمتلكون من المستندات ما يُثبت ذلك الادعاء، وكما شاهدنا، في القنوات الفضائية.

فكيف يتم الاستعانة بشخص حامت حوله الشبهات، لمنصب وزاري حتى ولو تمت تبرئته من كل تلك الادعاءات؟!!
لكن يبدو أن حكومتنا المُلهمة.. نَسيت كما هو متوقع أن منصب الوزير.. هو منصب رفيع.. لا يجب أن تشوبه أي شائبة... (لك الله يا مصر).
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف