المصريون
د. بليغ حمدي إسماعيل
رئيس الحكومة .. ضع السماعة هاتفكم خارج الخدمة !!
هل اندهش المواطن المصري الغارق في مشكلاته اليومية الشخصية حينما علم أن هناك ثمة تغييرات ليست جذرية أو عميقة ببنية الحكومة عن طريق تكليف وزراء جدد ؟ أنا لا أظن أنه قد اندهش ، بل قد أغالي وأبالغ في القول والرزق على الله أنه لم يكترث أو يلتفت لأي اسم من هؤلاء أصحاب السترات الراقية الثمينة لأنه قد يعتقد استشرافا بالمستقبل أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يحارب معركته للارتقاء بالوطن والمواطن والنهوض بالاقتصاد أما الحكومة بأدائها وأداء المسئولين وليسوا الوزراء وحدهم في معركة أخرى تشمل البيروقراطية والتفكير داخل الصندوق وإبراز القدرة البارعة في تعكير صفو المواطن وتكدير الوطن نفسه . والحقيقة التي لا نفاق فيها على الأقل أني أصدقها أن الرئيس يجتهد ويحاول أن يبذل كل جهده ومجهوده لإنقاذ وطن يصر المسئولون فيه بتقويضه وانهياره غير مبالين بتصريحات الرئيس المتكررة في الحفاظ على أمن المواطن واستقراره وتحقيق غاياته ، والكارثة أن هناك مسئولين ببعض المحافظات تحديدا بالمدن العمرانية الجديدة ومنها المدينة التي أسكن بها على إصرار مستدام بإقحام جهاز الشرطة وأفراد وزارة الداخلية في خصومات يومية بسبب قرارات إدارية عقيمة وباهتة بل وتبدو بليدة أيضا ، من مثل هذه التصرفات التعكيرية ما يقوم به ولا يزال رئيس جهاز مدينة المنيا الجديدة والمسئولون بالشئون القانونية بجهازه بإصدار أوامر تنفيذ بإزالة وتكسير وتحطيم كل وسائل الحماية التي أقامها السكان المقيمين بالأدوار الأرضية وكأنه يعطي فرصة سانحة للصوص والحرامية وقطاع الطرق بنهب تلك المنازل . وأخطر الكوارث التي قام بها رئيس جهاز مدينة المنيا الجديدة على سبيل المثال أنه قام بتحطيم واجهات الشرفات الحديدة التي أقامها المواطنون من أجل حمايتهم وحماية أطفالهم وذويهم وهم بداخلها مرتكبا مذبحة إنسانية بدلا من أن يقوم بإنذارهم من أجل الخروج الآمن ومن ثم إزالة وسائل الحماية المنزلية التي شيدها الأهالي لكنه وبمساعدة أعضاء الشئون القانونية بجهاز المنيا الجديدة قاموا بتكسير الواجهات الحديدة والأهالي بداخل المنازل نيام غير مبال بماس كهربائي قد يحدث ، أو بموت امرأة مسنة أو بصرع وصرحات أطفال صغار . هذا بالفعل ما يصنعه الذين يحاربون رئيس الجمهورية وهم في مقاعد المسئولية وكأنهم على موعد مع إفشال مسيرة التنمية والاستقرار التي يقودها الرئيس الوطني عبد الفتاح السيسي . وربما يكون الكلام في هذا المقال تحديدا عن ما أسرده بخصوص التجاوزات الإدارية غير الإنسانية والتي كبدت المواطنين آلاف الجنيهات من مدخراتهم من أجل حمايتهم من البلطجية واللصوص ومحترفي الترويع والتي ساعد في شيوعها من أمثال رئيس جهاز مدينة المنيا الجديدة التي يبدو أن مشغول تمام الانشغال لمقابلة الأرامل والمسنات اللواتي يقمن بمفردهن في شقق تقع بجوار مقاهي شعبية ومخابز وعمال وغرباء أيضا ليسوا من مواطني المدينة من أجل الاستماع إلى شكواههن بل اكتفى بعبارات خلف مكتبه بأنه ينفذ تعليمات جاءته من القاهرة دون أن يعي أو يفكر في خطورة تصرفات قد لا يعلمها أيضا من أصدر مثل هذه التعليمات البعيدة عن الصواب والحكمة . وكنت أتمنى أن يستعين المهندس رئيس جهاز المنيا الجديدة بأحد خبراء الإزالة أو يتصل هاتفيا بمن يعرف أو يجيد التفكير حتى يقوم بإزالة آمنة مستنيرة لكن تفرغه يبدو لأمور لا يعرفها المواطن أسند هذه المهمة الوطنية القومية المخلصة لأفراد الشئون القانونية ورؤساء الأحياء بالمدن الذين بالضرورة غير حاصلين على درجة دكتوراه الفلسفة في الإزالة فقاموا بالتشويه وترويج الفزع والعنف والقلق والمتاجرة بأرواح السكان في منازلهم والأهم أن هؤلاء السكان لم يقم أحد منهم بمقاومة أعمال الإزالة ، لأنهم باختصار قد سقطوا أرضا من وقع المفاجأة غير الإنسانية . عزيزي المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس وزراء مصر العظيمة ، هناك أمور أخرى أشد أهمية وأكثر خطورة من تعيين وزير يطور امتحانات الثانوية العامة ، وهناك أمور أشد حيوية من الترويج للثقافة النوعية البيئية ، وهي أمن المواطن وأمانه واستقراره والمتاجرة الحقيقية بترويعه عن طريق حفنة مسئولين .. اللهم قد بلغت .

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف