المصريون
محمود سلطان
سيبقى "داعش".. ما بقي أمثال "مبارك" الآن وغدًا !
يوم أمس 21/3/2017 أصدرت منظمة الشفافية الدولية، تقريرًا يعد أحد أهم التقارير التي أصدرتها في تاريخها كله.. ولأول مرة تسمع صوتًا مختلفًا، بشأن انتشار "داعش" وجماعات التطرف الديني.. ففي حين يعتبرها السيسي ومؤيدوه، نتيجة "الخطاب الديني" المتداول حاليًا.. اعتبرتها منظمة الشفافية الدولة نتيجة تفشي الفساد، والتستر عليه والتواطؤ معه.. وطالبت بأن مكافحة "داعش"، مرهون بالتصدي لأمثال مبارك والقذافي والمالكي الذين سيظهرون في المستقبل.. وسأنقل لكم نص التقرير القوي الذي أصاب كبد الحقيقة، وفقًا لما نقلته عنه "بي بي سي": قالت منظمة الشفافية الدولية، إنه لا يمكن أبدًا هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية ما لم يتم التعامل مع الظروف الفاسدة التي تساعد التنظيم على النمو والتمدد. واتهم تقرير للمنظمة، حكومات الدول الغربية، بما فيها المملكة المتحدة، وأمريكا، بتجاهل الفساد كمحفز رئيسي؛ يؤدي إلى انتشار الإرهاب، وخاصة في الشرق الأوسط. وتدعو المنظمة هذه الحكومات، إلى الضغط بدرجة أقوى من أجل ضمان المحاسبة فيما يتعلق بالميزانيات العسكرية. ويقول التقرير، الذي صدر بعنوان "المحفز الكبير"، إن التنظيم استغل الفساد لنشر التطرف والتجنيد، مقدمًا نفسه على أنه العلاج للفساد بينما يسعى لستر أنشطته غير الشريفة. وقالت "كاثرين ديكسون"، مديرة برنامج الدفاع والأمن في منظمة الشفافية الدولية، إن الفساد هو الصرخة التي يجمع بها التنظيم، المؤيدين، وأسلوب عمل رئيسي له. وحذرت من أن "الإخفاق في استيعاب ذلك يقوض الجهود الرامية لمعالجة صعود التطرف العنيف". وقال "ديكسون": "المجتمع الدولي يبذل جهودًا هائلة لمواجهة أيديولوجية جماعات مثل تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا، بالتركيز على الخطاب الديني الرنان الصادر عن هذه الجماعات، لكنه يتجاهل تمامًا الظروف المادية التي تزدهر فيها". وتحدد المنظمة الدولية، التي تشن حملات ضد الفساد في الحكومات، من خلال بحوثها عددًا من الأفكار التي يستخدمها تنظيم الدولة الإسلامية لتجنيد الأنصار. وفي منصات التواصل الاجتماعي، يشدد التنظيم على الفساد المنظم، بما فيه المحسوبية والرشوة، بينما يقدم نفسه على أنه قادر على توفير الأمن والعدالة والرفاهية، حسب المنظمة. ويغذي التنظيم أيضًا شعورًا بالتمييز لدى الجماعات السنية، ويروج لأن الغرب وحلفاءه متواطئون في الفساد. وتقول المنظمة إنه فضلًا عن ذلك، فإن الفساد أضعف بشكل مادي بعض القوات، مثل الجيش العراقي، الذي لم يوجد لديه عدد كافٍ من الجنود لقتال تنظيم الدولة الإسلامية، عندما بدأ الهجوم على الموصل؛ لأن الآلاف يتقاضون رواتب ولكنهم لا يعملون فعليًا. وتحذر "ديكسون"، من أن هذا يعني أنه من دون علاج مشكلة الفساد، لن يُهزم تنظيم الدولة الإسلامية على المستوى الأعلى. وأضافت أن "الأمر لا يتعلق بمجرد إغلاق قنوات الفساد التي تزيد قدرة العمليات اليومية لجماعات مثل تنظيم الدولة الإسلامية بل بإعادة التفكير في العلاقات مع أمثال مبارك (في مصر)، والقذافي (في ليبيا)، والمالكي (في العراق) الذين سوف يظهرون في المستقبل". وتؤكد "ديكسون"، أن "الفساد تهديد أمني حقيقي، وأكثر من مجرد وسيلة تتبعها الصفوة لملء جيوبها، إن الحكومات الفاسدة، في النهاية، إنما هي بتأجيج غضب الناس وتقويض المؤسسات، مهندس أزماتها الأمنية". انتهى وهذا التقرير أهديه للرئيس السيسي وحاضنته الإعلامية والأمنية
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف