ظاهرة ملفتة للنظر - منذ فترة طويلة - في نشرة الأخبار الرئيسية بالتليفزيون المصري تنم عن تخلف عميق في الفكر وتراجع كبير في ملاحقة كل ما هو جديد في عالم الفضائيات المتطور دائما.
هذه الظاهرة عبارة عن ورقة فلوسكاب تمسكها المذيعة المتسمرة في مكانها بكلتا يديها أو بإحدي يديها خاصة في النشرة الجوية المملة التي يتم اعدادها وقراءتها بصورة روتينية تقليدية محفوظة لا تغيير فيها سوي أرقام درجة الحرارة.. لدرجة أن المواطن حفظ الصيغة قبل أن تنطق بها المذيعة.. فمثلا ونحن في عز الشتاء: الجو غدا بارد نهارا علي شمال البلاد دافئ علي الجنوب.. شديد البرودة ليلا لدرجة تصل إلي حد الصقيع خاصة علي جنوب وشمال سيناء مع غيوم علي كافة الأنحاء وسقوط للأمطار علي المناطق الساحلية.
ولمعرفة سر هذه الورقة تباري بعض الاصدقاء في ذلك.. البعض يؤكد أن هذه الورقة مكتوب بها النشرة كاملة لتنقذ المذيعة في حالة الخطأ أو الخروج علي النص.. وكان الرد بأن الورقة بيضاء تماما ولا تنظر إليها المذيعة ابدا.. آخرون يوضحون أن وجود هذه الورقة في أيدي المذيعة ما هي إلا ¢اتيكيت¢ وتميز تنفرد به هذه النشرة.
الجميع اختلفوا وبقي سر الورقة غامضا.. اقترحت عليهم أن نعطي لانفسنا ولغيرنا فرصة لكي نفكر بعمق للكشف عن هذا السر الذي يشغل الكثيرين لدرجة انه أنساهم أهمية النشرة الرئيسية فقط لإنتظار ومتابعة فقرة النشرة الجوية.
والواقع ان نشرة التاسعة مساء بشكل عام فقدت كثيرا من التطورات التي كانت قد لحقت بها بعد ثورة 25 يناير 2011.. ومنها إذاعة الأخبار المهمة أولا واعداد تقارير اخبارية من أرض الواقع عن هموم ومشاكل المواطنين واستضافة شخصيات تقول الحق بعيدا عن نغمة ¢آمين.. وكل شيء تمام¢ لارضاء الحكومة.. لكن وللأسف.. غالبية التقارير ومنها الخاصة بزيادة أسعار السلع الضرورية للحياة اليومية لا ترضي أحدا سوي المسئولين.. واضرب مثلا واحدا للسكر الذي أصبح من السلع النادرة والمستعصية علي بعض البسطاء رغم انه من ضروريات المعيشة اليومية.
منذ ثورة الشعب في 25 يناير 2011 ونحن نعيش الأمل في وجود نشرة أخبار عالمية بالتليفزيون المصري.. لكن وللأسف ¢عادت ريما لعادتها القديمة¢.. ومن ثم نجدد الأمل ونطالب بإعادة النظر في القنوات الفضائية والأرضية الموجودة وهي كالعدد في الليمون لاعادة هيكلتها والاقتصار علي قنوات قوية متطورة دائما ترفع اسم مصر عاليا في كل انحاء المنطقة والعالم.. خاصة وأن لدينا الكوادر والتمويل فقط ينقصنا التخطيط السليم والقيادة التي تنظر إلي المستقبل.

كلمة هامة:
سر الورقة لا يزال غامضا.. ومن يعرفه يرسل إلينا.. لنضع علي رأسه اكبر جائزة.. الا وهي ¢تاج الأسرار¢.