مرسى عطا الله
كل يوم .. الإغلاق ليس حلا!
إذا كنا نحلم بمرحلة جديدة من الجدية والانضباط فإن المدخل الصحيح يكون بوضع شعار "النظام" موضع التنفيذ فنحن لا ينقصنا سوى "النظام" الذى هو حسن التنظيم بكل ما تعنيه الكلمة من معان.
وإذا كانت حادثة مصرع شاب فى أحد الكافيهات قد تحولت إلى قضية رأى عام وجد فيها البعض فرصة للمزايدة والصراخ ومباركة حملات الإزالة والإغلاق والتدمير العشوائى للمقاهى فى أرجاء العاصمة فإن صوت العقل يجب أن يعود لكى نناقش الأمر فى هدوء وموضوعية.
لابد أن نناقش الأمر برؤية أوسع من حادث عارض ينبغى أن يقتصر العقاب والحساب بشأنه على مرتكبيه فقط بحيث ندلف إلى صلب الموضوع بحثا عن إجابة شافية لسؤال ضرورى هو: ما الذى جرى للشارع المصرى؟
لقد كان السير فى شوارع القاهرة حتى نهاية الستينات فى القرن الماضى متعة ما بعدها متعة وعنوانا لسلوك منضبط يعكس وعيا والتزاما متبادلا بين الناس والأجهزة المسئولة.. كان الشارع ملكا للناس ولهم فيه الأولوية, حيث الأرصفة النظيفة المخصصة لسير المشاة.. كانت المقاهى المنتشرة فى شوارع القاهرة منتديات للفن والفكر لا يصدر عنها ضجيج ولا تشكل مصدرا للتلوث البيئى ولكن منذ منتصف السبعينات دهمتنا فوضى الإشغالات التى تلتهم الأرصفة والشوارع وجرى احتلال الممرات الشهيرة وسط العاصمة إما بوضع اليد أو بتراخيص مشبوهة تفوح من أوراقها روائح كريهة ومشبوهة.
وليس صعبا ولا هو المستحيل أن نعيد للعاصمة رونقها وجمالها دون انتظار لشماعة حادث عارض فى مقهى أو حملة مؤقتة للانضباط.. نحن فقط بحاجة إلى منظومة إدارية تقدم المثل والقدوة ولا تتباهى بقدرتها على الاستثناء وتجاهل متطلبات الذوق العام... وساعتها لن نضطر لحملات الإغلاق التى تأخذ العاطل بالباطل وتقطع أرزاق الناس فى مرحلة ننشد فيها إزاحة كابوس البطالة وتوفير حد الكفاية والرزق الحلال لكل مواطن شريف!
خير الكلام:
<< من السهل أن نقطع شجرة.. صعب أن نزرعها!