الجمهورية
صلاح عطية
مصر والسعودية .. علاقات راسخة
المغرضون. والذين لا يعرفون مصر وطناً.. ولا يستحقون أن يُنسَبُوا إلي هذا البلد.. يعمدون إلي التشكيك في كل شيء.. وقلب الحقائق.. وتشويه كل إنجاز. وإشاعة روح اليأس.. ونشر الإحباط.
لم يفلت من أيديهم شيء إلا شككوا فيه. وشوهوه.. حتي أحاديث الرسول "عليه الصلاة والسلام" ادعوا أنها غير صحيحة. أو ضعيفة.. استكثروا علي مصر أن يوصي بها الرسول خيراً.. واستكثروا عليها أن يصف جُندها بأنهم خير أجناد الأرض.. يريدون إفراغ مصر من كل شرف أسبغه عليها الرسول الكريم. الذي صاهر أهلها.. في السيدة "مارية".. كما صاهر إبراهيم أبوالأنبياء أهل مصر في زوجه "هاجر".. التي أنجبت إسماعيل. أبوالعرب.. فنحن أخوالهم مرتين.. ولو استطاعوا.. لنفوا أن مصر ذكرها الله سبحانه وتعالي في قرآنه الكريم.. الحقد يملأ قلوبهم.. والكيد للوطن وأبنائه هو شاغلهم الشاغل.. ولو استطاعوا تمزيق كل روابط مصر مع أشقائها ما ترددوا.. وهم يفعلون.. ولكنهم لا يفلحون.. ولن يفلحوا بإذن الله.. فالكل يتمسك بوصايا الآباء والأجداد.. الذين أوصوا بمصر.. وعلي رأسهم الملك المؤسس "عبدالعزيز آل سعود" رحمه الله.. ثم كل من تبعه من أبنائه وآخرهم الملك عبدالله. رحمه الله.. ثم أخيراً الملك سلمان بن عبدالعزيز. الذي يعتز بمصر.. وها هو أخيراً يصرح بأن مصر عادت.. ليضرب في نحر من يسعون إلي الوقيعة بين الشقيقين.
لقد قابلت الملك سلمان بن عبدالعزيز مرتين عندما كان أميراً للرياض. وفي المرتين كان الأمير الملك الآن يتحدث عن مصر حديث المحب لهذا الوطن. والمتابع لكل أحداثه. والقارئ لصحافته.. والعارف بكل كُتَّابه ومفكريه.
والتقيت في مرة أخري بالأمير سلطان بن عبدالعزيز. رحمه الله.. وكان تعبيره عن حبه لمصر لا يختلف عن أخيه.. بل إنه أضاف لي في حوار نشرته في "الجمهورية" وقتها. أن الشعب في البلدين شعب واحد.. وأنه سيزور مصر قريباً ليسرع من خطوات بناء الجسر بين السعودية ومصر في شرم الشيخ.. ليعود البلدان بلداً واحداً. وشعباً واحداً.. وكانت خطوات إنشاء هذا الجسر.. قد تسارعت حتي تم تحديد موعد وضع حجر أساسه في احتفال يقام في تبوك.. ولكن فجأة صدمنا مبارك بأنه لا يوجد شيء اسمه جسر!!
وأذكر أيضاً كلمات مشابهة للأمير نايف بن عبدالعزيز. رحمه الله.. وهي كلمة استشهد بها كثيراً عندما قال لي.. "إن البحر الأحمر الذي يفصل بين بلدينا هو أيضاً الذي يجمع بينهما.. وأن الأمواج التي تسارع إلي مصر قادمة إليها من الشاطئ السعودي. تلثمها. ثم تعود مع شقيقتها من مصر لتلثم الشاطئ السعودي".
وكلمات الود والحب والتقدير لمصر.. لا تقتصر علي قادة المملكة السعودية.. بل هي كلمات عادية بين الشعب السعودي المحب لمصر.. والشعب المصري المحب للسعودية.. ولكن هذا كله لا يعجب الذين يسعون في الوقيعة بين الشعبين الشقيقين. أو الشعب الواحد في البلدين.. أو حتي الشعب الواحد في البلد الواحد.. بتعبير قادة السعودية التاريخيين بأنفسهم.. فهم يسعون إلي تأجيج المواقف التي لا تحتمل التأجيج. ويُحرضون البلدين كلاً علي الآخر.. ويشارك في تأجيج النار الموتورون من الجانبين.. وهذا كله ليس لصالح أحد من الطرفين.. بل هو جزء من مخطط التفريق.. للتفرد بكل طرف علي حدة.. وتنفيذ مخططات التهام المقسم والمجزأ.. والمفتت.
إن واجب كل صاحب قلم أن يرد من بلده. ما يسعي المتآمرون إلي تنفيذه.. وألا ينزلق إلي ما يهدد مصالح الوطن. وأن يدعم كل ما يدعم العلاقات بين البلدين اللذين جمعتهما مئات الوشائج منذ فجر التاريخ وحتي اليوم.. ويتآلف الشعبان الشقيقان فيها حُباً ووداً وصداقة وصهراً ونسباً.. ونحن نثق أن كل مخلص لوطنه في البلدين. يتطلع إلي انقشاع غمامة الصيف.. والتي حتماً ستزول بسرعة بإذن الله.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف