مازال المشهد الإعلامي في مصر مرتبكاً ومازال هناك من ينتسبون إلي هذه المهنة يعلون مصالحهم الشخصية علي المصلحة العامة والدولة التي يعاد من جديد بناؤها وللأسف أصبح هناك نوعان من الإعلام أحدهما إعلام النعمة والآخر إعلام النكبة النوع الأول يتبناه كل من يحب تراب هذا الوطن يعرض وبكل مصداقية ما يحدث من أوضاع ناقداً السلبيات ومشيداً بالإيجابيات هادفاً الإصلاح ودعم مسيرة الوطن نحو التقدم وينتقد المسئول بموضوعية ويعبر عن آراء المواطنين وطموحاتهم وتطلعاتهم بكل صدق لا يزايد ولا يحقر من ذلك وللحقيقة المنتمون لهذا النوع حظهم من التكسب والتربح وتحقيق المصالح قليل.
أما النوع الثاني فهؤلاء الذين يتربصون بالوطن ويهولون ويهللون إذا ما سقط في خطأ حتي ولو كان غير مقصود ويحولون الحياة إلي واحة من السواد وكأن كل الأمور أصبحت هكذا وللأسف ان بعض هؤلاء أو السواد الأعظم منهم يضعون مصالحهم الشخصية فوق كل اعتبار سواء كان ما يفعلون لزيادة توزيع مطبوعاتهم أو زيادة إشارات المشاهدة علي برامجهم وآخرون يفعلون ذلك من أجل تحقيق مصالح شخصية أو ابتزاز بعض المواطنين ولكن في وسط هذه الغابة من السيقان المتشابكة سيبقي في الوطن شرفاء إلي يوم الدين يرون الحياة جيدة وعقيدتهم التفاؤل ولذا سيبقي الوطن بإذن الله رغم كل الظروف أحسن وطن في الدنيا.
* وبمناسبة الإعلام أيضاً نود أن نوجه اللوم لكافة مؤسسات الدولة بعد أن أصبح لكل منها مركز إعلامي أو متحدث رسمي أو مستشار إعلامي لأن الوزير أو المسئول يثق في هؤلاء ثقة عمياء ويطلق لهم الحبل علي الغارب يفعلون ما يريدون ويتحدثون بلسانه وللأسف هذه المراكز وهؤلاء المتحدثون الإعلاميون مثلهم مثل كل البشر يحبون ويكرهون وان هناك مندوبين دمهم خفيف وظرفاء ولطفاء فيحسن هؤلاء المتحدثون معاملتهم ويقدمون لهم المعلومات كاملة دون نقص أما غير الظرفاء والذين لا يجيدون صنع العلاقات مع هؤلاء فتقدم لهم المعلومات بـ "القطارة" "وإن ماكنش عاجبهم يتركوا المكان" ويذهب مديرو تلك المراكز إلي اتهامهم إذا ما اعترضوا علي ذلك انهم كانوا يريدون تحقيق مصالح شخصية وان انتقادهم للأوضاع في تلك الوزارات والمصالح والمؤسسات ناتج عن عدم الاستجابة لمطالبهم.. الحقيقة التي يجب أن يدركها كل مسئول ترك الحبل علي الغارب لمتحدثه الإعلامي أن ينظر حوله فقد تمت الإطاحة بكثير ممن فعلوا ذلك من قبل.