المساء
محمد عمر
للصبر حدود!
للصبر حدود يا معالي رئيس مجلس الوزراء.. هذه أقل جملة نقولها للمهندس شريف إسماعيل الذي طلب من الشعب "الصبر شوية" علي ارتفاع الأسعار مؤكداً في تصريحاته أمس الأول ان هناك جهوداً كبيرة يبذلها وزير التموين لخفض أسعار السلع التموينية وسوف يشعر بها المواطنون في شهر رمضان القادم.
الغريب انه قد صدرت تصريحات عدة لوزراء ومسئولين في الحكومة أكثر من مرة خاصة بداية العام بأن الأسعار سوف تنضبط خلال شهر أو شهرين علي الأكثر ولم يحدث تغيير بل علي العكس تزداد يومياً بصورة فجة وبدلاً من انتظار تحقيق معجزة انخفاض الأسعار يخرج علينا وزير الكهرباء هو الآخر بتصريحات استفزازية بأن هناك زيادة جديدة في أسعار الكهرباء سوف يتم تطبيقها بدءاً من يوليو القادم ليصيب المواطنين بالاحباط أكثر مما هم محبطون.
الشعب صبر كثيراً علي بلاء ارتفاع الأسعار بصورة لم يسبق لها مثيل.. فعندما تراجع الدولار أربعة جنيهات في وقت قياسي استبشر الناس خيراً بأن أسعار السلع سوف تنخفض هي الأخري وستعود لسابق عهدها ولكن اتضح انهم يعيشون في أوهام ويتعلقون بأحبال "دايبة" فالأمنيات شيء والواقع المرير شيء آخر.. فالدولار في تراجع والأسعار في ارتفاع وأصبح الكل يتساءل عن العلاقة بين "الأخضر" والأسعار فقد قيل لنا ان سبب كل البلاوي هو الارتفاع الجنوني للعملة الأمريكية وطالما ان المشكلة أوشكت علي الحل فلماذا لم نشعر بذلك علي أرض الواقع أم اننا مكتوب علينا الصبر سواء بارتفاع سعره أم انخفاضه علي أمل انضباط السوق وفي النهاية اتضح ان كل ذلك أوهام و"كلام جرايد" ومن الواضح ان سياسة شد الحزام سوف تستمر إلي أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً.. وانه ليس أمامنا سوي الصبر كما يقول رئيس الوزراء سواء بمزاجنا أو رغماً عن أنفنا ولذلك نتمني أن تكون نهاية صبرنا قريبة فالناس انقلبت حياتهم رأساً علي عقب بعد أن اختلت الموازين وأصبح الشعب المصري كله من محدودي الدخل بالطبع باستثناء فئة معينة معروفة للجميع.
علي اية حال ليس أمامنا سوي الانتظار حتي شهر رمضان ونرجو أن تكون هذه المهلة هي الأخيرة وتنخفض الأسعار حتي نشعر بحلاوة صبرنا من ناحية وعودة ثقتنا في الحكومة من ناحية أخري.. فعندما يصدق المسئولون في وعودهم سوف يتحمل الناس ويصبرون بنفس راضية والعكس صحيح إذا لم يلتزموا بتعهداتهم يزيد سخط الناس عليهم وبالتالي لا نستبعد زيادة معدلات جرائم السرقة والنهب والقتل فالإنسان إذا لم يجد قوت يومه هو وأولاده سوف يبحث عنه بأي وسيلة ووقتها ذنبه في رقبة الحكومة.
إشارة حمراء
زيارة اللاعب الأرجنتيني ليونيل ميسي لمصر للترويج للسياحة العلاجية خاصة فيروس "سي" دعا فيها المرضي حول العالم للاستشفاء من المرض اللعين في مصر نظراً لتقدم العلاج فيها وانخفاض أسعاره عن مثيلاتها في الخارج.. السؤال هنا هل تم علاج جميع المصريين حتي نستورد مرضي من الخارج؟.. ندعو الله ألا يكون الاهتمام بالوافد الأجنبي "أبو فلوس" علي حساب المريض المصري الغلبان؟.. عموماً ميسي نوّر القاهرة ونتمني أن تكون زيارته القادمة طويلة شوية.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف