إذا كانت التجارب الصاروخية لكوريا الشمالية قد أحدثت ردود أفعال تفوق بكثير ما يحدث من تجارب إيران في مجال الصواريخ المتوسطة والعابرة. فإن السبب تناولته تقارير علمية وعسكرية من واشنطن وعواصم الغرب.
التقارير تشير إلي أن السلاح النووي الذي يذكرنا بما تعيده القنوات الفضائية في أوائل أغسطس من كل عام. للغارتين الأمريكيتين علي هيروشيما ونجازاكي. وللفتاة الفيتنامية الصغيرة التي كانت تجري والنيران مشتعلة في جسدها بتأثير استخدام السلاح النووي في فيتنام. سعياً للتخلص من المأزق الذي حاصر فيه الفيتناميون القوة العسكرية الكبري.. هذه التقارير لم تعد واردة في تخوف العلماء والعسكريين الأمريكيين. والغربيين بعامة. من القنبلة النووية الكهرو مغناطيسية. أو ما يسمي الوحش الآسيوي. والتي لا تبيد البشر. ولا تدمر البنايات.. وإنما تحيل منجزات تقدم العالم في أحدث معطياته إلي قطع من الخشب أو الحجر أو المعدن. لا قيمة لها.. وكما يشير العلماء الأمريكيون أنفسهم. فإن القنبلة الكهرو مغناطيسية تعود بالزمن إلي مجالات الهدف الذي تقصده. وتتسع فيها. إلي عشرات العقود. فلا تقدم من أي نوع. لا تكنولوجيا. ولا ثورة اتصالات. ولا ثورة هندسية.. لا أي شيء إلا إعطاب أجهزة الكمبيوتر. والميكروفيلم والبنوك والمعدات الحربية والطائرات المقاتلة والمدنية. والسفن الحربية.. وكل ما يعبر عن التقدم.
قنبلة كوريا الشمالية الجديدة تعتمد علي موجات كهرو مغناطيسية تنطلق من موضع يصعب رصده. فتستطيع تحقيق أهدافها فيما يشبه لمح البصر.. وتقول التقارير إن إقدام بيونج يانج علي إطلاق قنبلة صغيرة من هذا النوع. يكفي لإحداث أضرار بالغة بالإلكترونيات. إلي حد إصابتها بشلل. أو تدميرها تماماً.
القنبلة الجديدة تكشف عن الوجه الآخر لتقدم زماننا. فالدولة التي تنطلق منها هذه القنبلة تستطيع في سرعة مشابهة لسرعة الضوء أن توقف حركة الحياة في الدولة التي تستهدفها.
ولأن العديد من الدول الكبري تمتلك هذه التكنولوجيا النووية. فإن الأسبق إلي استخدامها هو من يفوز بالضرورة. لأنه سيجعل كل شيء لدي الخصم صامتاً. بلا قيمة. حتي إطلاق الأسلحة المماثلة. فإذا حدث فعل. ورد فعل مقابل. فإن الحياة ستعود إلي قرون ماضية.. نترحم علي عصر البخار. وعلي إديسون. وماركوني. وأينشتين. وغيرهم ممن أسهموا في صنع المدنية الحديثة. ويعود العالم إلي الخيل والحمير والبغال. وإلي القوس والسهم والرمح. وإشعال النيران والإضاءة بحك قطعتي حجر. ويرنو سادة الغرب وبيونج يانج ـ مثلهم مثل بقية البشر ـ إلي آفاق التصحر والتخلف.. ومن الواضح غياب الخطوط الحمراء في تصرفات مسئولي كوريا الشمالية. وهو ما تبدي في إدانة مجلس الأمن الجماعية لإطلاق آخر الصواريخ الكورية. حتي تحفُظ روسيا والصين. لم تحرصا علي تقديمه. كما جري في إدانات سابقة ضد بيونج يانج.
الأخطر أن النتائج لن تقتصر علي دول الغرب. ولا علي كوريا الشمالية بالتالي. لكنها ستمتد إلي الكرة الأرضية جميعاً. وهو ما يستدعي تدخل المجتمع الدولي حرصاً علي البشر المسالمين في دول العالم البعيدة عن الصراعات التي لا ناقة لها في الأمر. ولا جمل.. وإن كان الجمل والناقة سيصبحان بُعداً أساسياً في مستقبل البشرية. إن لم تكن هي النهاية!!