المساء
مؤمن الهباء
الكنز الداعشي!!
مهم جداً أن تتكشف الجوانب الغامضة في داخل تنظيم داعش الإجرامي.. المسمي زوراً وبُهتاناً تنظيم الدولة الإسلامية.. حتي يعرف القاصي والداني أن هذا التنظيم لا يمت بصلة للدين الحنيف. ولا لأي دين.. ولا حتي لأي قيم إنسانية.. وإنما يرتبط ارتباطاً وثيقاً بنظام العصابات الدولية التي تحللت من أي التزامات أدبية أو أخلاقية.
الاغتصاب والقتل.. هما عنوان الاعترافات الأخيرة "التفصيلية" التي أدلي بها أحد الإرهابيين المنتسبين لداعش في مقابلة مع مراسلي وكالات الأنباء العالمية حول طريقة تجنيد الشباب في التنظيم. وكيف يتم تدريبهم علي الإجرام وتبرير الفظائع التي يرتكبونها!!
اعترف الإرهابي المقاتل في صفوف داعش "عمار حسين" الذي يبلغ من العمر 21 عاماً لمراسلي وكالات الأنباء العالمية بأنه اغتصب أكثر من 200 امرأة خلال وجوده في العراق. وقتل نحو 500 شخص منذ انضمامه إلي داعش في عام .2013
قال حسين ــ الذي اعتقلته القوات الكردية في العراق منذ أكتوبر الماضي ــ إنه حصل علي ضوء أخضر من أميره في التنظيم ومن القادة العسكريين الكبار بأن يقوم باغتصاب من يشاء من نساء الأقليات العراقية اللواتي يتم التمكن منهن.. بالإضافة إلي أي نساء أخريات يتمكن من الوصول إليهن خلال القتال في العراق.. مشيراً إلي أنه كان يتنقل من منزل لآخر في العديد من المدن العراقية.. ويغتصب خلال ذلك النساء.. وبعضهن من الفتيات القاصرات.
وأضاف: قمنا بقتل كل شخص كنا بحاجة لقتله.. وقطعنا رأس كل من كنا بحاجة لأن نقطع رأسه.. كنا نقتل سبعة أو ثمانية أو عشرة في نفس الوقت.. وكنا أحياناً نقتل ثلاثين وأربعين شخصاً في لحظة واحدة.. العدد لا يهم أبداً.. كنا نأخذهم إلي الصحراء ونقتلهم جميعاً.. أمراء التنظيم هم الذين دربونا علي القتل بلا رحمة.. في البداية كان الأمر صعباً.. خاصة عندما كنت أقوم بقتل السجناء علي سبيل التدريب.. لكن عملية القتل أصبحت أسهل "يوماً بعد يوم".
أكد حسين أنه ليس نادماً علي ما فعل من اغتصاب وقتل.. وهناك آلاف مثله في صفوف داعش اغتصبوا وقتلوا.. وأنه يري نفسه ضحية للمصاعب والحياة التعيسة التي عاشها في منزل مفكك وفقير للغاية بمدينة الموصل قائلاً: "حالتنا المادية كانت صعبة.. ليس لي بيت يضمني. ولا أحد ينصحني.. أبي متوفي.. وأمي متزوجة.. وأنا وجدتي كنا في البيت فقط".
هذه الاعترافات التفصيلية تعطينا صورة واضحة للجرائم التي ترتكبها ذئاب داعش المفترسة مع ضحاياها بلا رحمة.. لكن الأهم من ذلك أنها تكشف حقيقة هذا التنظيم الإرهابي البشع.. البعيد كل البعد عن الدين والقيم الإنسانية.. وتعطينا درساً في كيفية مواجهته وحماية بلادنا وشبابنا من الانخراط في صفوفه أو مجرد التواطؤ معه.
فالواضح أن الذين يقتربون من داعش هم أولئك الذين يعانون من قسوة الحياة.. فلا تعليم ولا رعاية ولا أسرة تحتضنهم.. ولذلك يصبح التعليم والرعاية والأسرة هم خطوط الدفاع الأولي لحماية الشباب.
وإذا كان داعش يحول هؤلاء المحرومين إلي ذئاب متعطشة إلي الجنس والدم.. فإن الأموال التي يجب أن تنفقها الدولة علي شبابها في التعليم والرعاية الصحية والتوظيف وتوفير المسكن الملائم للزواج.. أقل كلفة من الميزانية التي ستقتطعها الدولة من مخصصات المأكل والمشرب لمحاربة الإرهاب الداعشي إذا استدعي الأمر ذلك لا قدر الله.
إن هذا الإرهابي الداعشي "الصغير" الذي وقع في الأسر في أكتوبر الماضي. كنز كبير لأنه يوفر للأجهزة المعنية فرصة نادرة لدراسة حالته من كافة جوانبها الاجتماعية والسياسية والنفسية.. حتي نوفر لأنفسنا المناعة الكافية ضد هذا الوباء.. ثم نوفر العناصر الفعالة لمقاومته والقضاء عليه.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف