المصريون
محمد رسلان
لواء الكفتة "رائد الطب الكوني"
" أنا رائد مدرسة ( الطب الكوني) في مصر وهي مدرسة ذات طبيعة وقاموس وموازين وبروتوكولات علمية تختلف كليًّا عن المدرسة الغربية في الطب ". " أنا حاصل على شهادة مزاولة المهنة من جوهانسبرج وواحد من 6 أشخاص على مستوى العالم الحاصلين على شهادة في (الطب الكوني)" ..... "المنتقدون لي يهاجمونني بجهل ". " الهجوم على شخصي كان المقصود به المؤسسة العسكرية والقوات المسلحة من قبل أعدائها في الداخل والخارج" هذه بعض من تصريحات لواء الكفتة أو البرجرجر حسب وصف الأمريكان له كما قال عن نفسه في حديثه المنشور في (المصري اليوم ) والتصريح الأخير هو الأخطر على وجه الإطلاق. http://www.almasryalyoum.com/news/details/1080707 بداية يجب عدم إقحام المؤسسة العسكرية أو الجيش أو أي شخص يمثل الدولة ورمزيتها مع مهزلة ما يعرف بـــ( لواء الكفتة سابقًا أو رائد الطب الكوني حاليًا) ؛ لأنه سيسبب له إهانة لا نظير لها . وعلى ذكر المؤسسة العسكرية ، لنا أن نتخيل لو أن طبيبًا شابًا مُجند في الجيش حديثًا (مثلًا ) ذكر ما ذكره لواء الكفتة من تصريحات – أو قال بـ(الطب الكوني) أمام قائده الطبيب العسكري في مصر . ماذا سيكون رد فعل القائد الطبيب العسكري ؟ أتخيل أن القائد سينظر إلى الطبيب الشاب بدهشة سائلًا الطبيب المجند: من أي الجامعات تخرجت وفي أي كلية طب درست؟ والسؤال الثاني سيكون: أنت تمزح أم تتحدث بجدية ؟ أما الإجراءات التي من المنتظر أن يتخذها القائد العسكري لذات الطبيب ( الذي يدعي الطب الكوني ) حسب اجتهادي. تحويل الطبيب المجند إلى جهات تحقيق فورًا، أو تحويله إلى لجنة طبية لفحص قواه العقلية، فقد يكون الطبيب المجند أصيب بلوثة عقلية مفاجئة وحدثت له حالة (انفصام في الشخصية) يستحيل معها تكملة خدمته العسكرية؛ لأنه سيمثل خطر على المرضى والمجندين . أو يأمر بالتحرى عن شهادات الدراسية والعلمية؛ لأنه من المكن جدًا أن تكون شهاداته العلمية مضروبة (من المراكز التعليمية الخاصة في الخارج، مثل روسيا أو سيرالانكا أو حتى من جوهانسبرج). وعلى ذكر الحصول على الشهادات العلمية وتراخيص مزاولة المهنة وخصوصًا الطب وشهادات براءات الإختراعات فحدث ولا حرج. ولذا فقد أخذت الدول المعتبرة إجراءات لسد هذه الثغرات بالتحرى عن الشهادات العلمية والخبرات العملية بما يعرف (بالداتا فلو) لأي متقدم لممارسة علاجية (طبيب تمريض تحاليل أشعة أي شئ ) حيث تقوم الشركة المسؤولية عن المتقدم للوظيفة أي كان تخصصه بالاتصال بالكلية التي تخرج منها الطبيب وتسأل عنه وعن عمله وخط سيره منذ تخرجه. كما أضافت الدول المحترمة أيضًا، نظام التعليم الطبي المستمر إلى كل ممارس لمهنة الطب، وفيه يجب الحصول على نقاط مُحددة معتمدة من مؤتمرات وندوات طبية تقام لمناقشة ما يستجد من أبحاث وأفكار وعلوم وغير ذلك. فبعض الدول تشترط الحصول على 50 نقطة، وأخرى 40 نقطة في العام وذلك حتى يتم تجديد الترخيص للممارس كل في تخصصه. أما وإن كانت الدولة لا تحاسب أحد وتترك لواء الكفتة ومعلم البرجر يقول أنه (رائد الطب الكوني ) و يخلط (الطب بالسياسة والدين ، والدين بالسياسة والطب ) ويخترع صوبع كوفتة من الحامض النووي لفيروس ( سي أو بي ) ثم يعطيه للمريض عن طريق الفم فيعود كبد المريض "طفل صغير حديث الولادة" كما ذكر في الحديث الصحفي فهذا كلام لا يقبله عقل ولا منطق ، ويُظهر بجلاء جهل (رائد الطب الكوني) بأسس وقواعد الطب، الشرقي والغربي والشمالي والجنوبي وحتى الطب السماوي. و ببساطة شديدة يمكنن لأي مثقف صحيًا أن يعرف أن الحمض النووي المكون للفيروس سواء(سي أو بي) والمقترح وضعه في صباع الكفتة أو قرص البرجر كما يدعي (المخترع الكبير) ستتغير خواصه بواسطة عصارة الجهاز الهضمي، فلن يمتص بشكل طبيعي أو يكن له أي تأثير في عمل مناعة أو أي تغيير يذكر في حالة المريض. والأنسولين على سبيل المثال لا يُعطى عن طريق الفم لذات الخاصية. وإن كان هناك محاولات لأخذ (الأنسولين) عن طريق الفم بالبخ ليُمتص عن طريق الجهاز التنفسي، ولكن مازالت هذه الأبحاث قائمة وإن عممت هذه الطريقة في الاستعمال . وهذه معلومات وقواعد علمية وأبجديات تعليم الطب الصحيح ، ومن لا يعرف ذلك فهو بلا شك رائد (الطب الكوني أو طب كمننا ) وهو بلا شك خطر على المرضى. يا سادة هناك فرق بين الممارسات العلاجية القديمة التي ما زالت تُمارس حتى الوقت الراهن رغم بُعد الأطباء عنها كــــــ(الحجامة مثلًا) وقد أوصى بها النبي صلى الله عليه وسلم، فهذه تحترم وخصوصًا لو كان للمرضى شوق لها و لهفة عليها. وبين الأفكار المتطرفة التي يذكرها مُدعو التطبيب أو من تثقفوا في الصحة بطريقة خاطئة كحالة (رائد الطب الكوني) على كل حال ظاهرة (رائد الطب الكوني ) أو صاحب لواء الكفتة سابقًا لن تتوقف أو تنقطع والمشكلة تكمن في قلة أو ندرة البرامج العلمية في الإعلام وخصوصًا الصحية منها. وإن وجدت فالحديث فيها يشبه حديث لطلبة كلية الطب وليس للمشاهد العادي البسيط الذي يحتاج لمعلومة مشوقة وفهم مبسط وربط الطب القديم بالحديث وتطور المهنة بالشكل التي وصلت عليه الآن. د. محمد رسلان طبيب وباحث

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف