منذ أيام نشرت إحدي الصحف علي لسان مذيع معروف "ت. أ" من خلال برنامجه اليومي بإحدي الفضائيات أنه إقترح علي الناس ألا يذهبوا للحج أو العمرة توفيراً علي الدولارات التي سوف ينفقونها خلال تأديتهم تلك المنسك العظيمة، وحفاظاً علي رصيد البلد من الدولارات، والمفارقة المدهشة أنه ذهب إلي دولة الإمارات لحضور مباراة السوبر بين الأهلي والزمالك، وكأن الدولارات التي أنفقها هو وغيره الكثير خلال إقامتهم الباهظة التكاليف بالإضافة إلي تذاكر الطيران، أو حتي من سافروا لمؤازة فريقنا القومي في الجابون لم تؤثر سلباً أو لم تنتقص من رصيدنا من الدولارات، أم يُعتبر ما أنفقه من بنود خاصة مفتوحة له وغيره من المذيعين الذين في بعض الأحيان لا يُعملون عقولهم حسب واجباتهم السرمدية بإرضاء أولياء نعمتهم من أصحاب القنوات التي يعملون بها أو بعض الجهات الأخري فيما يقولونه للمشاهدين حسب ما يُملي عليهم ، والتي في أغلب الأحيان تكون منافية لطبائع الأمور وضد المنطق. لماذا يتجرأ هؤلاء المذيعين علي موروث هام وجزء أساسي من الفرائض أوالسنن، أم أنهم وجدوها موضوعات يعتبر طرحها رضاء وتوافق وتماهي معها لبعض الذين في قلوبهم مرض، أم انهم في المقابل يأمنون من غياب من سوف يحاسبهم مما أغراهم بالدخول فيها بكل سهولة؟. بإستثناء من يذهبون للحج سنوياً أو للعمرة مرة أو أكثر في العام، والذين قد لا نوافقهم هذا النهج، حيث أنه توجد أولويات أخري سواء للإنفاق علي الفقراء أو مساعدة الشباب أو علاج المرضي العاجزين وغيرها من الأعمال الخيرية التي قد تكون أهم، إلا أنه قد غاب عن هؤلاء المذيعين أن الكثير ممن يؤدون تلك العبادات غالباً من الناس الغلابة والبسطاء الذين يكدحون طيلة العام سواء في زراعة الأرض أو مجالات أخري، ومن ثم تعطيهم تلك الزيارة طاقة معنوية وروح جديدة وتجعل نفوسهم مليئة بالرضا والسكينة مهما كانت الصعوبات التي يواجهونها في حياتهم، هذا بالإضافة إلي المنافع التي يشهدونها كما أخبرتنا الآية الكريمة. المُلفت للنظر حقاً أن بعض من يعملون في مجال السياحة الدينية، قد أوضح أن المبلغ الذي ينفقه المعتمر يذهب منه جزء بسيط للتأشيرة والإقامة بالأراضي المقدسة، أما الجزء الأكبر منه فيذهب لشركة الطيران المصرية-غالباً-وهو حوالي نصف المبلغ، وجزء يذهب لوزارة السياحة، وجزء للشهادة الصحية، كما يستفيد أيضاً من تلك الرحلات-الحج والعمرة-شركات النقل وشركات السياحة المصرية والمكاتب التي تطبع المطبوعات التي تخص الدعاية والإعلان، هذا بالإضافة إلي المصانع التي تقوم بتصنيع الزي الخاص بالحجاج أو المعتمرين.