الجمهورية
حسن الرشيدى
هل يستطيع مصيلحي ونادية مواجهة المافيا؟!
كان اختيار الدكتور علي مصيلحي مفاجأة.. لكثير من الناس.. رغم نجاحه في المناصب التي تولاها.. لأن البعض لم يتوقع أن يتم اختياره.. باعتباره كان وزيراً في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك..فاختيار الدكتور علي مصيلحي يؤكد أن معيار اختياره هو الكفاءة والقدرة علي العطاء.. وانتماؤه الوطني وحرصه علي أداء الواجب في خدمة المجتمع والناس.. بغض النظر عن آراء بعض أعضاء النخبة السياسية الذين يعارضون اختيار أي شخص تولي منصباً في عهد مبارك.. مهما كانت كفاءته وقدرته علي العطاء..في الحقيقة.. اختيار الدكتور علي مصيلحي نال استحسان الناس.. لأن تاريخه مشرف.. ونجح في كل المناصب التي تولاها.. فقد عمل بشفافية ولم يكن فاسداً.. بل وطنياً شريفاً.
ولكن الدكتور علي مصيلحي.. أمامه تحديات جسيمة.. لمواجهة غلاء الأسعار.. وتوفير السلع الأساسية بأسعار مناسبة.. للفقراء ومحدودي الدخل.. والطبقة المتوسطة التي تتآكل وتعاني من نيران الأسعار وغلاء المعيشة.. فهل ينجح في مواجهة مافيا السلع التموينية.. والقضاء علي السماسرة؟
أما الاختيار الأبرز والأهم.. هو اختيار المهندسة نادية عبده محافظاً للبحيرة بعد أن ثبت أنها جديرة بهذا المنصب بعد نجاحها في منصب نائب المحافظ.
اختيارها.. لا شك أثار غضب الأصوات الرجعية وأهل الظلام الذين يرفضون تولي المرأة المناصب الهامة كمنصب المحافظ.
فالاختيار كان ضربة لأصحاب الفكر الظلامي والمتطرفين.. وانتصاراً لأنصار المرأة المؤمنين بقدرتها علي العطاء وتولي أي منصب قيادي.
صحيح.. أن منصب المحافظ.. يتطلب التواصل مع الناس بمختلف أطيافها وتياراتها.. والاحتكاك بهم في جميع مواقع العمل الميداني.. والنزول للشارع لمعرفة هموم الناس ومشاكلها.. والعمل علي حلها.. وهو ما يراه البعض مهمة شاقة لا تستطيع المرأة القيام بها.. ولكن نجاح المهندسة نادية عبده في مهامها السابقة أثبت أنها مؤهلة لقيادة المحافظة والقيام بمهام المحافظ.. فهل ستثبت الأيام أنها بالفعل جديرة بالمنصب.. لتمهد الطريق أمام سيدات مصر لتولي منصب المحافظ.. أم أنها تجربة فاشلة تغلق الطريق أمام النساء؟
ان الدكتورة حكمت أبوزيد كانت أول وزيرة مصرية.. عندما اختارها الرئيس الراحل جمال عبدالناصر وزيرة للشئون الاجتماعية في سبتمبر عام ..1962 وأطلق عليها "قلب الثورة الرحيم".. وكان من أهم مشروعاتها "مشروع الأسر المنتجة" واستمرت في موقعها لمدة 3 سنوات.. وفتحت الطريق لنساء مصر لتولي منصب الوزير.. بلا خوف أو تردد.. ولكن منصب المحافظ ظل مقصوراً علي الرجال فقط حتي جاء اختيار المهندسة نادية عبده محافظاً للبحيرة.. فهل تكون "قلب المحليات الرحيم" الذي يضخ دماء جديدة تعمل بنزاهة وشفافية.. وتواجه الفساد بقوة وحسم.. أم أن المهندسة نادية.. لن تستطيع مواجهة مافيا المحليات.. وتندم علي تولي المنصب؟!
نأمل نجاحها في موقعها.. لتثبت ان المرأة المصرية قوية قادرة علي مواجهة مافيا الفساد.
الرئيس.. ومشكلة المرور!
** شدد الرئيس عبدالفتاح السيسي علي ضرورة التنسيق الكامل والمستمر بين جميع الوزارات والمحافظات بما يمكن الحكومة من إنجاز المشروعات الجاري تنفيذها.. والانتهاء منها وفقاً للجداول الزمنية المقررة.. وضرورة العمل علي التوصل إلي حلول جذرية لأزمة المرور خاصة في المناطق التي تشهد اختناقات مرورية كبيرة.. لما في ذلك انعكاسات مباشرة علي المواطنين.
الرئيس السيسي.. أكد في اجتماعه مع المهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء والدكتور عمرو الجارحي وزير المالية علي ضرورة ايجاد الحلول الجذرية لأزمة المرور.. لأنها بالفعل تشكل عائقاً علي حركة المواطنين وحياتهم.. ولكن في الحقيقة.. مشكلة المرور لا يمكن حلها عن طريق الحكومة وحدها.. أو رجال الشرطة فحسب.. وإنما لابد من تعاون المواطنين.. وتطبيق القانون علي الجميع بلا استثناء.
مهما عملت الحكومة.. ومهما قامت الشرطة بتحديث إشارات المرور.. فإن مشكلة المرور لا يمكن حلها إلا باحترام القانون.. وتطبيقه بقوة وحسم علي المخالفين من قائدي المركبات وأيضا المشاه.
تراخي الشرطة في تطبيق القانون.. ومجاملة بعض أهل الحظوة.. أو المسنودين.. يؤدي إلي تعقيد مشكلة المرور.. واستمرارها وتفاقمها.. وأيضا السماح لسائقي الميكروباص بممارسة الفوضي والبلطجة في الشوارع يضع عوائق كبيرة أمام حل مشكلة المرور..فالمدخل الأساسي لحل مشكلة المرور.. هو التزام الجميع بالقانون.. ومعاقبة المخالفين بلا استثناء.
وبصراحة طالما.. هناك تهاون وتراخ مع المخالفين خاصة مع بعض رجال الشرطة الذين يكسرون القواعد بقيادة عربات دون لوحات.. أو لوحات مطموسة.. أو يسيرون في الاتجاه المعاكس.. فإن المشكلة ستظل قائمة..في كثير من الأحيان.. يتعمد سائقو الميكروباص للوقوف في الممنوع.. أو في مطامع ومنازل الكباري.. مما يؤدي لتعطل حركة المرور.. حتي أتوبيسات النقل العام ترفض الوقوف في المحطات المقررة.. ونتعمد الوقوف في نهر الطريق.. أو علي رأس الشوارع والتقاطعات.. وتتكرر هذه الحالات يومياً.. والشرطة غائبة.. أو ان رجال المرور قد اعتادوا علي مثل هذه الأمور.. فأصبحت مسألة طبيعية.. فقد أدمن الجميع الفوضي.
المدخل لحل أزمة المرور ليس في إصلاح الطرق أو تحديث معدات المرور والإشارات فحسب.. وإنما الحل يكمن في تطبيق القانون علي الجميع دون تفرقة.
أعتقد أن وزارة الداخلية قادرة علي حل مشكلة المرور.. بتطبيق القانون بحسم.. وتعديل بعض المسارات.. وفقاً للمصلحة العامة.. وليس وفقاً لمزاج كبار الشخصيات ومنافعهم. وأيضا تحديد مسارات للمشاة.. ومعاقبة المخالفين.. لأنه في أحيان كثيرة.. يضطر سائقو السيارات للوقوف مراراً رغم الضوء الأخضر.. بسبب فتاة تمشي بدلال علي الطريق وتتحدث في المحمول.. أو شاب مدلل يحلو له الكلام علي المحمول في نهر الطريق.. وغير ذلك من سلوكيات تعطل حركة المرور.. وتؤدي لوقوع حوادث.. وكله بسبب التراخي في تطبيق القانون.
الرقابة الإدارية.. ومكافحة الفساد!
** ضباط الرقابة الإدارية.. حققوا نجاحاً باهراً.. في محاربة الفساد ومكافحة المفسدين.. والمرتشين.
كل يوم يضبط ضباط الرقابة الإدارية مفسدين أو مرتشين جددا في مجالات متعددة.. بمختلف أنحاء مصر.. وأعتقد أن النشاط المكثف للرقابة الإدارية يدفع الجهات الرقابية الأخري للعمل الدءوب لكشف المجرمين واسقاطهم.. فعندما تضبط الرقابة الإدارية وكيل مديرية الطب البيطري بمطروح يتقاضي رشوة 200 ألف جنيه مقابل السماح بدخول ماشية من ليبيا مصابة بالحمي القلاعية.. تجد علي الجانب الآخر.. مباحث الأموال العامة تكشف قضية فساد لمسئول يستولي علي سلع مدعمة قيمتها حوالي 16 مليون جنيه.. ولكن من القضايا التي تثير الأوجاع وكشفتها الرقابة الإدارية.. هي القبض علي مسئول تكنولوجيا المعلومات بمديرية تعليم المنيا لحصوله علي رشاوي من راغبي الحصول علي وظيفة.. فالمجرم المفتري يحصل علي رشوة 25 ألف جنيه من كل مسكين يبحث عن تعيين في وظيفة بمديرية التعليم..مرتشون وفاسدون باعوا ضمائرهم.. وتحجرت قلوبهم.. يستغلون حاجة الناس وأوجاعهم.
500 مليون جنيه لإصلاح ممر الطائرات
** كان الله في عون المحاسب مجدي اسحاق رئيس شركة ميناء القاهرة الجوي.. لأن التحديات التي تواجهه جسيمة.. وتحتاج لمليارات الجنيهات.. حتي يكون مطار القاهرة في أفضل صورة..الممر الرئيسي للطائرات يحتاج لعملية اصلاح وإعادة رصف.. وهذه العملية تتكلف حوالي نصف مليار جنيه.. هذا بخلاف عملية صيانة واصلاح مبني الركاب رقم 1 ليكون في نفس مستوي مبني الركاب رقم 3 والمبني 2 الجديد الذي انتقلت إليه أكثر من 15 شركة طيران.
كلام أعجبني
** أستطيع مسامحتك علي عشرة أخطاء مختلفة.. ولكن لن أسامحك علي نفس الخطأ مرتين.
"شكسبير"
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف