رضا الشناوى
علي نار هادية .. فكرة لا تتحمل التأجيل
قد يظن الكثيرون أن مظاهر العدوان والتطاول تقف عند الذي نراه ونسمعه من ألفاظ سوقية مبتذلة صار البعض يتداولها في حياتهم اليومية - بخلاف سلوكيات رمي المهملات ومخلفات المباني وسط الشوارع والميادين وهناك آخرون لايتوقفون عن كتابة عبارات السباب والتحريض لهدم الوطن علي حوائط المدارس والمصالح الحكومية ـ إلا أنه مازالت هناك ظواهر أخري عدوانية قاتلة علي كائنات الطيور الرقيقة كالعصافير والكناريا والبلابل والحمام تحت مسمي هواية الصيد - بل إن الأمر يمتد إلي حيوانات أخري لايستخدمون معها أي رحمة، بل يتعاملون معها بكل أشكال العنف والأذي النفسي والبدني والأكثر إثارة وجود آخرين يتعمدون قطف الأزهار والعشب داخل حدائق الميادين والمدارس المسماة بالنموذجية.. ومابالك بتطور ظواهر التلوث السمعي الذي نراه يوميا في أفراح هذه الأيام خصوصا الشعبية التي لاتكاد تخلو من ضرب النار والشماريخ وبالطبع كل هذه المظاهر والسلوكيات غير الصحية دفعتني مع كل من يكرهون العدوان علي البيئة وممارسة كل أشكال العنف لطرح فكرة بسيطة تحتاج للدراسة والتنفيذ من جانب مسئولي الدولة بقطاعات البيئة والمحليات والشرطة أطالبهم فيها بأن يخصصوا يوما في السنة للاحتفال بكل ماهو مفيد وجميل ويحتفلوا بالزهور والموسيقي والشعر والمواهب في عالم الأطفال والشباب، ولماذا لاتقوم تلك الجهات المعنية بتخصيص احتفال سنوي للمحافظة علي العشب ورعاية الأشجار والعناية بالينابيع والأنهار والبحيرات بدلا من تلويثها ورمي المخلفات فيها. ونتمني أن يصدر المسئولون قرارا للاحتفال بجمال المدن ونظافتها في كل محافظات مصر، وذلك من خلال مسابقات يشرف عليها المبدعون في عالم الفن. وكذلك احتضان الأصوات الجميلة والمواهب الواعدة والكفاءات وتقديمها في مسابقات داخل استديوهات الفنون وقصور الثقافة وأن يخصص يوم للاحتفال برعاية العصافير والكناريا والقمري وآخر للرسم والنحت والنقش علي الخشب ومثله للعطور والأزياء، وتقام معارض الاحتفال بشكل محترم حتي يأتي إليها الزائرون من كل دول العالم.. لقد سئمنا الحديث عن سلبياتنا وسلوكياتنا غير الحضارية، فلماذا لا نفتح الأبواب للفرح والسعادة والتحضر والرقي والحب الذي لاينتهي حتي تعود مصر ببيئة راقية نظيفة تؤكد أن المحروسة فعلا هي أم الدنيا.