السيد العزاوى
الكلم الطيب - رجال حول الرسول بطولات ومواقف خالدة
منذ فجر الدعوة المحمدية وأنوار الهداية تجذب من أراد الله له الهداية.. وقد أقبل كثير من أبناء أم القري وما جاورها من البلاد.. الكل يتسابق إلي مجلس سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم يغترفون من المبادئ والقيم التي جاء بها سيد الخلق لهداية البشرية فقد بعثه الله رحمة لكل الناس وصدق الله العظيم إذ يقول "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين" أخذ هؤلاء الرجال والنساء يبذلون أقصي الجهد من أجل أن تتحول هذه المبادئ إلي حقيقة علي أرض الواقع بعد أن استقرت أنوار الإيمان في قلوبهم وامتلكت وجدانهم. فها هي أم المؤمنين خديجة بنت خويلد كانت في مقدمة النساء الذين استجابوا لدعوة الحق وعبادة الله وحده وكانت سنداً قوياً لرسول الله صلي الله عليه وسلم بعد أن تزوجها.
هذه السيدة كانت لها مواقف تعتبر نموذجاً لكل سيدة وفتاة تؤمن بالله واليوم الآخر فقد كانت كلماتها تشد أزر رسول الله صلي الله عليه وسلم وعندما وقفت قريش وأهل مكة ضد الرسول ودعوته كانت تخفف عنه وتبعث في نفسه الطمأنينة مما جعله يمضي في دعوته لهداية الناس قالت له كلمات خالدة سجلها التاريخ بأحرف من نور من ذلك قولها "والله لا يخزيك الله أبداً. إنك لتحمل الكل وتصل الرحم وتعين علي نوائب الدهر ولينصرك الله نصراً مؤزراً" وظلت بمواقفها المشرفة بجوار الرسول حتي قيض الله لدعوته بالنصر المبين وجاء الحق وزهق الباطل وصدق الشاعر حين قال: ولو كانت النساء كهذه لفضلت النساء علي الرجال.
ومن نعم الله علي هذه السيدة الفاضلة أن ذرية سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم جاءت من أبناء أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها.
وهناك من الرجال من كانت له بطولات ومواقف خالدة تؤكد مدي استقرار دعوة الحق في قلوب هؤلاء الذين نصروا الله ورسوله وثبتوا علي الحق فها هو بلال بن رباح لايزال نموذجاً حياً للثبات علي المبدأ.. ورغم صنوف العذاب التي تعرض لها إلا أنه كان يستعذب هذا الأذي وكلما اشتد عليه التعذيب كانت كلمة أحد أحد هي الدواء والشفاء والصياح بكلمة أحد أحد تجعله لا يشعر بأي آلام ورغم أن الحق تبارك وتعالي أتاح الفرصة لمن أكره أن يثبت بقلبه ويظهر لأعداء الله خلاف ذلك ظاهرياً فقط.
يقول ربنا عز وجل "من كفر بالله بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان" "106 النحل" لكن بلال قال والله لن أنطق بغير أحد أحد تحدياً لأولئك الذين يعذبونه ورفض توسلات أهله واستنكر قولهم وأكرباه وأخذ يردد وافرحتاه.. غداً ألقي الأحبة محمداً وصحبه.. ومضي بلال يردد هذه الكلمات دون خوف من الموت أو التعذيب سوف يظل هذا الصحابي نموذجاً لأهل الثبات علي الحق ولذلك كان اختيار الرسول صلي الله عليه وسلم لبلال لكي يصدح بالأذان ويرطب قلبه بتلك الكلمات التي يرددها من فوق بيت الله الحرام دون خوف من أحد. إنها بطولات ومواقف سوف تظل شاهدة علي أن لله رجالاً لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله.. خشية الله تملأ قلوبهم.
هناك أيضاً من هؤلاء الرجال زيد ابن الدئنة فقد كان تحت وطأة التعذيب وفي هذه اللحظات جاءه أبوسفيان وقال له: أتحب أن يكون محمد مكانك ليتعرض للتعذيب بينما أنت آمن لا تتعرض ؟ فقال في إجابته علي هذا السؤال والله ما أحب أن تصيب رسول الله شوكه بينما أنا جالس بين أهلي. تعجب أبوسفيان وقال: ما رأيت أحداً يحب أحداً كحب أصحاب محمد!!
من هؤلاء الرجال طبيب بن عدي حينما هموا بصلبه وتأهبوا لقتله طلب منهم أن يصلي ركعتين. فتركوه. وبعد الصلاة جاء وتقبل حكم القتل قائلاً: أما والله لولا خوفي من أن تظنوا بي سوءا لا طلت فيهما لأنها نعيم الروح.. ثم أخذ ينشد
ولست أبالي حين أقتل مسلماً
علي أي جنب كان في الله مصرعي
وقابل ربه راضياً.. حقيقة لقد صدق ربنا عز وجل حين خاطب عباده: "تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علواً في الأرض ولا فساداً والعاقبة للمتقين" "القصص 83".